للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحدَّثني محمد بن عمرو بن عطاء بن عيّاش بن علقمة، أخو بني عامر بن لؤيّ: أنّ عمر بن الخطاب قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسولَ الله انتزع ثنيَّتَي سُهَيل بن عمرو السّفْليَين يَدْلَعْ لسانه، فلا يقوم عليك خَطيبًا في موطن أبدًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا أمثِّلُ به فيمثل الله بي؛ وإن كنت نبيًّا (١). (٢: ٤٦٥).

قال: وقد بلغني: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر في هذا الحديث: إنَّه عسى أن يقوم مقامًا لا تذمّه؛ فلمّا قاولهم فيه مِكْرَز، وانتهى إلى رضاهم، قالوا: هات الذي لنا. قال: اجعلُوا رجلي مكان رجْله، وخلُّوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه. قال: فخلُّوا سبيل سُهيل، وحبسوا مِكرزًا مكانَه عنْدهم (٢). (٢: ٤٦٥).

١٤٤ - حدَّثنا ابنُ حميد؛ قال: حدَّثنا سلَمة بن الفضل عن محمد، قال: وحدَّثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: كان عمرو بن أبي سفيان بن حرب -وكان لابن عُقْبة بن أبي مُعيط- أسيرًا في يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أسارى بدر، فقيل لأبي سفيان: أفْدِ عَمْرًا، قال: أيجمع عليّ دمي ومالي! قتلوا حَنْظلَة وأفدي عمرًا! دَعُوه في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم. قال: فبينا هو كذلك محبوسٌ عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، خرج سعدُ بن النُّعمان بن أكّال، أخو بني عمرو بن عوف، ثم أحد بني معاوية معتمرًا، ومعه مُرَيّة له؛ وكان شيخًا كبيرًا مسلمًا في غنم له بالنقيع؛ فخرج من هنالك معتمرًا؛ ولا يخشى الذي صُنع به؛ لم يظن أن يُحْبس بمكَّة؛ إنما جاء معتمرًا؛ وقد عَهِد قريشًا لا تعترض لأحد حاجًّا أو معتمرًا إلَّا بخير؛ فعدَا عليه أبو سفيان بن حرب، فحبسه بمكّة بابنه عمرو بن أبي سفيان، ثم قال أبو سفيان:

أرَهْطَ ابْنِ أكَّالٍ أجيبُوا دُعاءَه ... تعاقدتمُ لا تُسْلِمُوا السَّيِّد الكَهْلا

فِإنَّ بَني عَمْرٍو لئامٌ أذِلَّةٌ ... لئنْ لم يَفُكُّوا عن أسيرِهِمُ الكَبْلا (٣)

(٢: ٤٦٦/ ٤٦٧).

١٤٥ - قال: فمشى بنُو عمرو بن عوف إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخبروه خبره،


(١) إسناده ضعيف.
(٢) ذكر ابن هشام هذا الكلام عن ابن إسحاق معلقًا.
(٣) إسناده ضعيف وأخرجه ابن هشام من حديث ابن إسحاق وفي سنده انقطاع (٢/ ٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>