للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرَّق بينهما الإسلام، حتى إذا كان قبَيل الفتح خرج تاجرًا إلى الشام - وكان رجلًا مأمونًا بمال له، وأموال رجالٍ من قريش أبضعوها معه- فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلًا، لقِيتْه سرِيّة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأصابوا ما معه، وأعجزهم هربًا، فلما قدِمت السريّة بما أصابوا من ماله، أقبل أبو العاص تحت الليل؛ حتى دخل على زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستجار بها، فأجارته في طلب ماله، فلمَّا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصبْح (١). (٢: ٤٦٩/ ٤٧٠ / ٤٧١).

١٤٧ - فحدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن محمد بن إسحاق، قال: كما حدَّثني يزيد بن رومان فكبَّر وكبَّر الناس معه، صرخت زينب من صُفَّة النساء: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع، فلما سلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة، أقبل على النَّاس، فقال: أيّها النَّاس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم، قال: أما والَّذي نفس محمد بيده! ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم؛ إنه يجير على المسلمين أدناهم. ثم انصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل على ابنته، فقال: أي بنيّة أكرمي مثواه ولا يخلُصْ إليك، فإنك لا تَحِلِّين له (٢). (٢: ٤٧١).


(١) إسناده ضعيف وكذلك أخرجه البيهقي في دلائل النبوة من طريق ابن إسحاق هذا (٣/ ١٥٥) وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده منقطع (مجمع الزوائد ٩/ ٢١٦).
(٢) إسناده ضعيف وقال الحافظ في الإصابة: وأخرج الحاكم أبو أحمد بسند صحيح عن الشعبي قال: كانت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت أبي العاص بن الربيع فهاجرت وأبو العاص على دينه. فاتفق أن خرج إلى الشام في تجارة فلما كان بقرب المدينة أراد بعض المسلمين أن يخرجوا إليه فيأخذوا ما معه ويقتلوه فبلغ ذلك زينب فقالت: يا رسول الله أليس عقد المسلمين وعهدهم واحد؟ قال: نعم قالت: فاشهد أني أجرت أبا العاص .. الحديث وفي آخره فمضى حتى قدم مكة فدفع إلى كل ذي حق حقه ثم قام فقال: يا أهل مكة أوفت ذمتي؟ قالوا: اللهم نعم. فقال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم قدم المدينة مهاجرًا فدفع إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجته بالنكاح الأول.
ثم قال الحافظ: هذا مع صحة سنده إلى الشعبي مرسل وهو شاذ، خالفه ما هو أثبت منه ففي المغازي لابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة وقال للمسلمين: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادها ففعلوا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>