للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٠ - حدَّثَني سلم بن جُنادة، قال: حدَّثنا أبو معاوية، قال: حدَّثنا الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال: لمَّا كان يوم بدْر، وجيء بالأسرى؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ فقال أبو بكر: يا رسولَ الله، قومُك وأهلُك، استَبْقِهم واستَأنِهم؛ لعلّ الله أن يتوبَ عليهم. وقال عُمَر: يا رسولَ الله كذّبوك وأخرجوك، قَدِّمهم فضرِّبْ أعناقهم. وقال عبدُ الله بن رَوَاحَة: يا رسول الله، انظر وَادِيًا كثير الحطب فأدْخِلْهم فيه، ثم أضْرِمه عليهم نارًا. قال: فقال له العبّاس: قطعتْك رحمك! قال: فسكت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يُجِبهُمْ، ثم دخل، فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة، ثم خرج عليهم رسول الله، فقال: إنَّ الله عزّ وجلّ ليلِينُ قلوبَ رجال فيه حتى تكون ألْيَنَ من اللَّبن؛ وإن الله ليشدّد قلوب رجال فيه حتى تكون أشَدَّ من الحجارة؛ وإنَّ مثلك يا أبا بكر مثلُ إبراهيم، قال: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} , ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى، قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ومثلك يا عمر مثل نوح، قال: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} , ومثلك كمثل موسى، قال: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنتم اليوم عَالةٌ فلا يفلتنّ منهم


= إسحاق قال: وحدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن عبد الله بن عباس قال: (ردّ عليه ... الحديث) وفي رواية داود هذا عن عكرمة كلام كما قال الحافظ: ثقة إلا في عكرمة. ورمي برأي الخوارج، في السادسة، مات سنة خمس وثلاثين (تحرير التقريب / ت ١٧٧٩).
والحديث رواه أبو داود في (سننه / كتاب الطلاق) والترمذي باب (ما جاء في الزوجين المشركين يسلم أحدهما) وابن ماجه والدارقطني جميعهم من طريق ابن إسحاق. وقال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ردَّ على أبي العاص بنته زينب بالنكاح الأول وكأنه منتزع من القصة المذكورة.
قال الترمذي في حديث ابن عباس: ليس بإسناده بأس ولكن لا يعرف وجهه. قال: وسمعت عبد بن حميد يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: وذكر هذين الحديثين، فقال: حديث ابن عباس أجود إسنادًا والعمل على حديث عمرو بن شعيب.
وأخرج الترمذي وابن ماجه من طريق حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ردَّ زينب على أبي العاص بمهر جديد (الإصابة ٧/ ٢٥١) والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>