للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - زيدَ بن حارثة، فلقيَهم على ذلك الماء، فأصاب تلك العيرَ وما فيها، وأعجزه الرّجال، فقدم بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال أبو جعفر: وأما الواقديّ، فزعم أنّ سبب هذه الغزوة كان: أنّ قريشًا قالت: قد عوَّر علينا محمد مَتْجَرَنَا وهو على طريقنا. وقال أبو سفيان وصفوان بن أمية: إن أقمنا بمكَّة أكلْنا رؤوس أموالنا. قال أبو زَمْعة بن الأسود: فأنا أدلُّكم على رجل يسلك بكم النَّجديّة، لو سلَكها مُغمَّض العينين لاهتدى. قال صفوان: مَنْ هو؟ فحاجتنا إلى الماء قليل؛ إنَّما نحن شاتون. قال: فرات بن حيَّان؛ فدعواه فاستأجراه؛ فخرج بهم في الشتاء فسلك بهم على ذات عِرْق، ثم خرج بهم على غَمْرة، وانتهى إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - خبر العيرِ وفيها مال كثير، وآنية من فضة حملها صَفْوان بن أميَّة؛ فخرج زيد بن حارثة، فاعترضها، فظفر بالعير، وأفلت أعيانُ القوم؛ فكان الخمس عشرين ألفًا، فأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقسَّم الأربعة الأخماس على السريَّة، وأتِيَ بفرات بن حيَّان العِجْليّ أسيرًا، فقيل: إن أسلمت لم يقتلْك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا دعا به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أسلم، فأرسله (١). (٢: ٤٩٢/ ٤٩٣).

قال أبو جعفر: وأما الواقديّ؛ فإنه زعم أن هذه السريَّة التي وجّهها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافع سلّام بن أبي الحُقيق إنَّما وجهها إليه في ذي الحجَّة من سنة أربع من الهجرة، وأنَّ الذين توجَّهوا إليه فقتلوه، كانوا أبا قتادة، وعبد الله بن عَتيك، ومسعود بن سنان، والأسود بن خُزَاعيّ وعبد الله بن أنَيس.

١٦٧ - وأما ابنُ إسحاق، فإنَّه قصّ من قصَّة هذه السريّة ما حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة عنه: كان سلّام بن أبي الحُقيق -وهو أبو رافع- ممَّن كان حَزَّب الأحزاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت الأوس قبل أحُد قتلت كعب بن الأشرف فِي عداوته رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وتحريضه عليه، فاستأذنت الخزرج رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في قتل سلَّام بن أبي الحُقيق؛ وهو بخيبر، فأذن لهم (٢). (٢: ٤٩٥).

١٦٨ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمة عن محمد بن إسحاق، عن


(١) إسناده ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>