للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد استصغر رافعًا، فقام على خُفَّين له فيهما رقاع، وتطاول على أطراف أصابعه؛ فلمَّا رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجازه (١). (٢: ٥٠٥).

١٧١ - حدَّثني محمد بن الحسين، قال: حدَّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدَّثنا أسباط، عن السُّدّيّ، قال: لمَّا برز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين بأحُد أمر الرُّماة، فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل المشركين؛ وقال [لهم]: لا تبرحوا مكانكم إن رأيتم [أننا] قد هزمناهم، فإنَّا لا نزال غالبين ما ثبتّم مكانكم. وأمَّر عليهم عبد الله بن جُبير أخا خوَّات بن جبير.

ثم إنَّ طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام، فقال: يا معشر أصحاب محمد، إنَّكم تزعمون أن الله يعجّلنا بسيوفكم إلى النار، ويعجّلكم بسيوفنا إلى الجنة؛ فهل منكم أحدٌ يعجّله الله بسيفي إلى الجنة، أو يعجّلني بسيفه إلى النار! فقام إليه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: والّذي نفسي بيده لا أفارقك حتى أعجّلك بسيفي إلى النار، أو تعجّلني بسيفك إلى الجنَّة، فضربه عليّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته، فقال: أنشدك الله والرَّحمَ يا بن عمّ فتركه، فكبَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال لعليّ: ما منعك أن تجهِزَ عليه؟ قال: إنَّ ابنَ عمِّي ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييتُ منه. ثم شدّ الزبير بن العوَّام والمقداد بن الأسود على المشركين فهزماهم؛ وحَمَل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فهزموا أبا سفيان. فلمَّا رأى ذلك خالد بن الوليد -وهو على خيل المشركين- حمل فرمَتْه الرماة فانقمع. فلمَّا نظر الرُّماة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في جوف عسكر المشركين ينتهبونه، بادروا الغنيمة، فقال بعضهم: لا نترك أمرَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. وانطلق عامتهم فلحقوا بالعسكر، فلما رأى خالد قلَّة الرُّماة صاح في خيله، ثم حمل فقتل الرماة؛ وحمل على أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. فلمَّا رأى المشركون أن خيلهم تقاتل، تنادَوْا فشدُّوا على المسلمين، فهزموهم وقتلوهم (٢). (٢: ٥٠٩/ ٥١٠).

١٧٢ - فحدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سلمة، قال: حدَّثني محمد بن إسحاق، قال: حدَّثني جعفر بن عبد الله بن أسلم، مولى عمر بن الخطاب، عن


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده مرسل، وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا تبرحوا مكانكم؛ فصحيح كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>