للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقول:

وَيهًا بني عَبد الدَّار * وَيهًا حُماةَ الأدْبار! * ضرْبًا بكلِّ بتَّارْ

واقْتتل الناس حتى حمِيت الحرب، وقاتل أبو دُجانة حتَّى أمعن في الناس، وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب في رجال من المسلمين، فأنزل الله عزّ وجلّ نصره، وصدَقهم وعدَه، فحسُّوهم بالسيوف حتى كشفوهم، وكانت الهزيمة لا شكّ فيها (١). (٢: ٥١١/ ٥١٣ / ٥١٢).

١٧٤ - حدَّثنا ابن حميد قال: حدَّثنا سلَمة، عن محمد بن إسحاق، عن بعض أهل العلم، أن اللِّواء لم يزل صريعًا حتَّى أخذتْهُ عَمْرَةُ بنت علقمة الحارثيّة، فرفعتْهُ لقريش، فلاثوا به، وكان اللِّواء مع صُؤاب، غلام لبني أبي طلحة، حبشيّ، وكان آخر من أخذه منهم، فقاتل حتى قُطِعَتْ يداه، ثم برك عليه، فأخذ اللواء بصدره وعُنُقِه حتى قُتِلَ عليه؛ وهو يقول: اللَّهمّ هل أعذرت! فقال حَسَّان بن ثابت في قطع يد صواب حين تقاذفوا بالشعر:

فَخَرْتم باللِّواء وشرُّ فخْرٍ ... لوَاءٌ حينَ رُدَّ إلى صُؤابِ

جَعلْتُم فخْرَكُمْ فيها لعبدٍ ... منْ ألأمِ مَنْ وَطِي عَفرَ التُّراب

ظنَنْتُمْ والسفيهُ له ظُنُونٌ ... وما إن ذاك منْ أمْر الصَّوابِ

بأَنَّ جِلادَكم يوْمَ الْتَقينا ... بمَكَّةَ بيعُكُم حُمْرَ العِيابِ

أقرَّ العينَ أنْ عُصِبَتْ يدَاهُ ... وما إنْ تُعصبَانِ على خضَابِ (٢)

(٢: ٥١٣/ ٥١٤).

١٧٥ - حدَّثنا أبو كُرَيب، قال: حدَّثنا عثمان بن سعيد، قال: حدَّثنا حِبَّان بن عليّ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه، قال: لما قَتَل عليّ بن أبي طالب أصحاب الألوية، أبصر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جماعة من مشركي قريش، فقال لعليّ: احمل عليهم، فحمل عليهم؛ ففرَّق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجُمَحيّ. قال: ثم أبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جماعة من مشركي قريش، فقال لعليّ: احمِل عليهم، فحمل عليهم ففرَّق جماعتهم؛ وقتل شيبة بن مالك أحَد بني


(١) إسناده ضعيف وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٢/ ٤٠) بلا إسناد والله أعلم.
(٢) إسناده ضعيف وكذلك أخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق عن بعض أهل العلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>