للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موعد صادق بارّ، وعدنا النصر بعد الحصر فطلعت الأحزاب، فقال المؤمنون: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}.

وقال المنافقون: ألا تعجبون! يحدّثكم ويُمَنّيكم ويَعِدُكم الباطل! يخبركم أنه يبصر من يثرب قصورَ الحيرة ومدائن كسرى؛ وأنها تُفتح لكم؛ وأنتم تحفرون الخندق ولا تستطيعون أن تبرؤوا! وأنزل القرآن: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إلا غُرُورًا} (١). (٢: ٥٦٧/ ٥٦٨ / ٥٦٩/ ٥٧٠).

٢١٨ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمة، قال: حدَّثنا محمد بن إسحاق عمّن لا يتَّهم عن أبي هريرة: أنه كان يقول حين فتحت هذه الأمصار في زمن عمر وعثمان وما بعده: افتتحوا ما بدا لكم، فو الَّذي نفس أبي هريرة بيده! ما افتتحتم من مدينة ولا تفتتحونها إلى يوم القيامة إلَّا وقد أعطِيَ محمَّد مفاتيحَها قبل ذلك (٢). (٢: ٥٧٠).

٢١٩ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمَة عن ابن إسحاق قال: كان أهلُ الخندق ثلاثة آلاف. قال: ولمَّا فرغ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من الخندق، أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة بين الجُرُف والغابة، في عشرة آلاف من أحابيشهم، ومَنْ تابعهم من كنانة وأهل تهامة، وأقبلت غَطَفان ومَنْ تابعهم من أهل نجْدٍ؛ حتى نزلوا بذَنب نَقَمَى إلى جانب أُحُد.

وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون؛ حتى جعلوا ظهورهم إلى سَلْع، في ثلاثة آلاف من المسلمين، فضرب هنالك عسكره، وأمر بالذراريّ والنساء، فرفعوا في الآطام وخرج عَدُوُّ الله حُيَيُّ بن أخطب؛ حتى أتى كعب بن أسد القُرظيّ صاحب عَقْد بني قُرَيظة وعهدهم؛ وكان قد وادَع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - على قومِه، وعاهده على ذلك وعاقده؛ فلمّا سمع كعب بحُييّ بن أخطب، أغْلَقَ دونه حِصنه فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له، فناداه حيَيٌّ: يا كعب، افتح لي، قال: ويحك


(١) في إسناده كثير بن عبد الله بن عوف المزني وهو متروك، وقال المحدث الألباني في هذه الرواية: ضعيف جدًّا بهذا السياق، رواه ابن جربر في تأريخه من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده و (كثير) هذا متروك، بل قال الشافعي، وأبو داود: ركن من أركان الكذب (السيرة النبوية للغزالي / ٣٢١).
(٢) في إسناده مبهم. وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>