للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥٢ - وحدَّثنا ابن حُمَيد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر: أن الحُليس غضب عند ذلك، وقال: يا معشرَ قريش، والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم؛ أنْ تصدُّوا عن بيت الله مَنْ جاءه معظِّمًا له، والذي نفس الحُلَيس بيده لتخَلُّنَّ بين محمَّد وبين ما جاء له، أو لأنْفِرَنَّ بالأحابيش نَفْرَةَ رجل واحد! قال: فقالوا له: مَهْ! كُفَّ عنَّا يا حُليس حتى نأخذَ لأنفسنا ما نرضى به (١). (٢: ٦٢٨).

٢٥٣ - فحدَّثني محمد بن عُمارة الأسديّ ومحمد بن منصور -واللفظ لابن عمارة- قالا: حدَّثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرَنا موسى بن عبيدة عن إياس بن سَلَمة بن الأكْوع عن أبيه، قال: بعثتْ قريش سهيل بن عمرو وحُوَيطب بن عبد العُزَّى وحفص بن فلان، إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ليصالحوه، فلمَّا رآهم رسولُ الله فيهم سهيل بن عمرو، قال: سهَّل الله لكم من أمركم؛ القوم ماتُّون إليكم بأرحامكم، وسائلوكم الصّلْح؛ فابعثوا الهدي، وأظهروا التَّلْبِيَة؛ لعلّ ذلك يُلين قلوبهم. فلبَّوا من نواحي العسكر حتى ارتجَّت أصواتهم بالتلبية. قال: فجاؤوا فسألوه الصلح، قال: فبينما الناس قد توادَعُوا، وفي المسلمين ناس من المشركين، وفي المشركين ناس من المسلمين، قال: ففتك به أبو سفيان، قال: فإذا الوادي يسيل بالرجال والسلاح. قال إياس: قال سلمة: فجئت بستة من المشركين مُتَسلِّحين أسوقُهم، ما يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا؛ فأتيت بهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يسلب ولم يقتُل، وعفا.

رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمارة ومحمد بن منصور، عن عبيد الله. قال سلمة: فشددنا على مَنْ في أيدي المشركين منا، فما تركنا في أيديهم منّا رجلًا إلا استنقذناه. قال: وغلبنا على من في أيدينا منهم.

ثم إنَّ قريشًا بعثوا سُهيلَ بن عمرو وحُوَيطبًا فولّوهم صلحَهم، وبعث النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عليًّا - عليه السلام - في صُلْحه (٢). (٢: ٦٢٩/ ٦٣٠).


(١) إسناده ضعيف وكذلك أخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر (السيرة النبوية ٣/ ٣١٣).
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>