للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هرقل فأخبره الخبر قال: قد قلت لك: إنا نخافهم على أنفسنا؛ فصغاطر -والله- كان أعظمَ عندهم وأجْوَزَ قولًا مني (١). (٢: ٦٥٠/ ٦٥١).

٢٦٦ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سَلَمة، قال: حدَّثنا محمَّد بن إسحاق عن خالد بن يسار، عن رجل من قدماء أهل الشام، قال: لما أراد هِرقْل الخروجَ من أرض الشام إلى القسطنطينية لمَا بلغه من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ جمع الرُّوم، فقال: يا معشرَ الرُّوم؛ إني عارضٌ عليكم أمورًا، فانظروا فِيمَ قد أردتها! قالوا: ما هي؟ قال: تعلمون والله أن هذا الرَّجل لنبي مرسلٌ؛ إنا نجده في كتابنا نعرفه بصفتِه التي وصف لنا، فهلُمَّ فَلْنتَّبِعْه، فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا، فقالوا: نحن نكون تحتَ يدي العرب؛ ونحن أعظم الناس مُلْكًا، وأكثرهم رجالًا، وأفضلُهم بلدًا!

قال: فهلمَّ فأعطيه الجزية في كلّ سنة، اكسِرُوا عني شوكتَه وأستريحُ من حَرْبِه بمال أعطيه إياه، قالوا: نحن نعطِي العرب الذلّ والصَّغار، بخَرْج يأخذونه منا؛ ونحن أكثر الناس عددًا، وأعظمهم ملكًا، وأمنعهم بلدًا؛ لا والله لا نفعل هذا أبدًا.

قال: فهلمَّ فلأصالحه على أنْ أعطيَه أرض سُورِيَّة، ويَدَعني وأرض الشام -قال: وكانت أرضُ سوريّة أرضَ فلسطين والأردنّ ودمشق وحِمص وما دون الدَّرْب من أرضَ سوريَّة وكان ما وراء الدَّرب عندهم الشام- فقالوا له: نحن نعطيه أرض سورية، وقد عرفت أنها سرَّة الشام؛ والله لا نفعل هذا أبدًا.

فلما أبْوا عليه، قال: أما والله لترونّ أنكم قد ظفرتُمْ إذا امتنعتم منه في مدينتكم. ثم جلس على بَغْل له؛ فانطلق حتى إذا أشرف على الدَّرْب استقبل أرض الشام، ثم قال: السَّلام عليكم أرض سوريَّة تسليمَ الوداع، ثم ركض حتى دخل القسطنطينيّة (٢). (٢: ٦٥١).


(١) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف، وفي إسناد ابن إسحاق انقطاع، وأما اعتراف هرقل بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - صراحة أو ضمنًا فواضح من خلال رواية الصحيح كما ذكرنا في قسم الصحيح فليراجع.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>