للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦٧ - قال ابن إسحاق: وبعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شُجاع بن وهب أخا بني أسد بن خُزيمة إلى المنذر بن الحارث بن أبي شَمِر الغساني؛ صاحب دمشق (١). (٢: ٦٥٢).

٢٦٨ - وقال محمد بن عمر الواقديّ: وكتب إليه معه: سلام عَلى مَن اتَّبع الهدى، وآمن به. إنّي أدعُوك إلى أن تؤمنَ بالله وحدَه لا شريك له يبقى لك ملكك.

فقدم به شجاع بن وهْب، فقرأه عليهم، فقال: مَنْ ينزع منّي ملكي! أنا سائر إليه، قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: بادَ مُلْكه (٢)! (٢: ٦٥٢).

٢٦٩ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلمة قال: حدثنا ابنُ إسحاق، قال: بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضَّمْرِيّ إلى النجاشيّ في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه؛ وكتب معه كتابًا:

بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى النجاشيّ الأصحم ملك الحبشة، سلمٌ أنت؛ فإني أحْمَد إليك الله الملك القُدُّوس السَّلام المُؤمِن المهيمن؛ وأشهدُ أن عيسى ابن مريم روحُ الله وكلمته، ألقاها إلى مريم البَتُول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى؛ فَخلقه الله من رُوحِه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه، وإنِّي أدعوك إلى الله وحْده لا شريك له؛ والموالاة على طاعته؛ وأن تتبعني وتؤمِنَ بالذي جاءني؛ فإنّي رسول الله، وقد بعثت إليك ابنَ عمّي جعفرًا ونفرًا معه من المسلمين؛ فإذا جاءك فأقرّهم، ودع التجبّر؛ فإنّي أدعُوك وجنودَك إلى الله، فقد بلّغت ونصحت؛ فاقبلوا نصْحِي؛ والسلام على من اتّبع الهدى.

فكتب النجاشيّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله، من النجاشيّ الأصْحَم بن أبجر. سلامٌ عليك يا نبيَّ الله ورحمة الله وبركاته من الله الذي لا إله إلا هو، الذي هداني إلى الإسلام. أما بعد؛ فقد بلغَني كِتابُك يا رسول الله فيما ذكرتَ من أمر عيسى، فوربّ السماء والأرض إنّ عيسى ما يزيد على ما ذكرتَ ثُفرُوقًا؛ إنه كما قلت؛ وقد عرفنا ما بُعثْتَ به إلينا؛ وقد


(١) لم يذكر الطبري إسناده إلى ابن إسحاق، وذكر ابن إسحاق بلاغًا.
(٢) لم يذكر الطبري إسناده إلى الواقدي، والواقدي متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>