للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الواقديّ: وإنما سميت غزوة الخبَط، لأنهم أكلوا الخَبط حتى كأنَّ أشداقهم أشداق الإبل العَضِهة (١). (٣: ٣٣).

قال: وفيها كانت سَرِيّة وجّهها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شعبان، أميرها أبو قتادة (٢) (٣: ٣٤).

٢٩٥ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمَة، قال: حدثني ابن إسحاق عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أبي حَدْرَد الأسلميّ، قال: تزوّجتُ امرأةً من قومي، فأصدقتُها مئتي درهم، فجئت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أستعينه على نكاحي، فقال: وكم أصدقتَ؟ قلت: مئتي درهم يا رسول الله! قال: سبحان الله! لو كنتم إنَّما تأخذون الدراهم من بطن وادٍ ما زدتم! والله ما عندي ما أعينُك به. قال: فلبثتُ أيامًا؛ وأقبل رَجُلٌ من بني جُشَم بن معاوية يقال له: رفاعة بن قيس -أو قيس بن رفاعة- في بطنٍ عظيم من جُشَم؛ حتى نزل بقومه ومَنْ معه بالغابة؛ يريد أن يجمع قيسًا على حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال: وكان ذا اسمٍ وشرف في جُشَم. قال: فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجلين، من المسلمين فقال: اخرجوا إلى هذا الرجل حتى تأتونا به؛ أو تأتونا منه بخبر وعلم. قال: وقدَّم لنا شارفًا عجفاء، فحمل عليها أحدنا؛ فوالله ما قامت به ضعفًا حتّى دَعمها الرجال من خلفها بأيديهم حتى استقلّت وما كادت. ثم قال: تَبلَّغوا على هذهِ واعتقبوها.

قال: فخرجنا ومعنا سلاحُنا من النّبل والسيوف؛ حتى جئنا قريبًا من الحاضر عُشَيشِيَةً مع غروب الشمس، فكمنت في ناحية، وأمرت صاحبيّ، فكمنا في ناحية أخرى من حاضر القوم، وقلت لهما: إذا سمعتماني قد كبّرت وشدَدت على العسكر فكَبِّرا وشُدَّا معي.

قال: فوالله إنا لكذلك ننتظر أن نرى غِرَّة أو نصيب منهم شيئًا غَشِيَنَا الليل حتى


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>