للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهبت فحمة العشاء؛ وقد كان لهم راعٍ قد سرَح في ذلك البلد، فأبطأ عليهم حتى تخوّفوا عليه.

قال: فقام صاحبهُم ذلك رفاعة بن قيس، فأخذ سيفَه، فجعله في عنقه ثم قال: والله لأتبعنَّ أثر راعينا هذا؛ ولقد أصابه شرٌّ. فقال نَفرٌ ممّن معه: والله لا تذهب، نحن نكفيك! فقال: والله لا يذهب إلَّا أنا، قالوا: فنحنُ معك، قال: والله لا يتبعني منكم أحد.

قال: وخرج حتى مرّ بي، فلما أمكنني نفحتُه بسهم فوضعته في فؤاده، فوالله ما تكلّم، ووثبتُ إليه فاحتززت رأسه، ثم شددتُ في ناحية العسكر وكبَّرت؛ وشدّ صاحباي وكبّرا؛ فوالله ما كان إلا النَّجاء ممَّن كان فيه عندك بكلّ ما قدروا عليه من نسائهم وأبنائهم؛ وما خفّ معهم من أموالهم.

قال: فاستقنا إبلًا عظيمة، وغنمًا كثيرة، فجئنا بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجئت برأسه أحمله معي قال فأعانني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تلك الإبل بثلاثة عشر بعيرًا، فجمعتُ إليَّ أَهلي (١). (٣: ٣٤/ ٣٥).

٢٩٦ - وأما الواقديّ، فذكر أن محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حَثْمَةَ، حدّثه عن أبيه، أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعث ابن أبي حَدْرَد في هذه السريّة مع أبي قَتادة، وأنَّ السريّة كانت ستة عشر رجلًا، وأنَّهم غابوا خمس عشرة ليلة، وأن سُهمانهم كانت اثني عشر بعيرًا يُعْدَلُ البعير بعشرٍ من الغنم، وأنهم أصابوا في وُجوههم أربعَ نسوة؛ فيهنّ فتاة وضيئة، فصارت لأبي قتادة، فكلَّم مَحْمِيَة بن الجَزْء فيها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبا قتادة عنها، فقال: اشتريتها من المغنم، فقال: هبْها لي، فوهبها له، فأعطاها رسولُ الله محمية بن جَزْء الزُّبيديّ (٢). (٢: ٣٥).

وقال الواقديّ: إنّما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعثَ هذه السريّة حين خرج لفتح مكة في شهر رمضان، وكانوا ثمانيةَ نفر (٣). (٣: ٣٦).


(١) قلنا: أخرجه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٥٥) قال يونس بن بكير: عن محمد بن إسحاق حدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم عن ابن حدرد وفيه انقطاع والله تعالى أعلم.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>