للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعدتْ بنو بكْر على رجل من خُزاعة فقتلوه، فعَدتْ خُزاعة قُبيل الإسلام علي بني الأسود بن رَزْن الدّيليّ؛ وهم مَنْخَر بني بكر وأشرافهم: سلْمى، وكلثوم، وذؤيب؛ فقتلوهم بعرفة عند أنصاب الحرم (١). (٣: ٤٢/ ٤٣)

٣٠٣ - حدَّثنا ابنُ حُميد؛ قال: حدثنا سلَمة، قالِ: حدَّثني محمد بن إسحاق عن رجل من بني الدِّيل، قال: كان بنو الأسود يُودَوْن في الجاهليّة دِيَتَين ديتين، ونُودى دية ديةً لفضلهم [فينا] (٢). (٣: ٤٣).

قال الواقديّ: كان ممن أعان من قريش بني بكر على خُزاعة ليلتئذٍ بأنفسهم متنكّرين صَفْوان بن أميّة، وعِكْرمة بن أبي جهل، وسُهَيل بن عمرو؛ مع عيرهم وعبيدهم (٣). (٤٤: ٣).

ومضى بُديل بن ورقاء وأصحابه، فلقُوا أبا سفيان بعُسفان، قد بعثتْه قريش إلى رسول الله ليشدّد العقد ويزيد في المدّة؛ وقد رهبوا الذي صنعوا؛ فلما لقيَ أبو سفيان بُديلًا، قال: مِنْ أين أقبلت يا بديل؟ . وظنَّ أنه قد أتى رسولَ الله، قال: سِرْت في خُزاعة في السَّاحل وفي بطن هذا الوادي. قال: أوَ ما أتيتَ محمدًا؟ قال: لا. قال: فلما راح بُديل إلى مكَّة قال أبو سفيان: لئنِ كان جاء المدينة لقد عَلَف بها النَّوى؛ فعَمد إلى مَبْرَك ناقته، فأخذ من بعرها ففتَّه؛ فرأى فيه النوى، فقال: أحلف بالله لقد جاء بُديل محمدًا.

ثم خرج أبو سفيان حتى قدِم على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ فدخل على ابنتِه أمّ حبيبة بنت أبي سفيان؛ فلما ذهب ليجلس على فِراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، طوَتْه عنه، فقال: يا بنيَّة! والله ما أدرِي أرغبتِ بي عن هذا الفراش، أم رغبتِ به عنّي! قالت: بل هو فراشُ رسول الله، وأنت رجل مشرك نجِس، فلم أحبّ أن تجلس على فراش رسول الله، قال: والله لقد أصابكِ يا بنيّة بعدي شرٌّ! ثم خرَج حتى أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فكلَّمه فلم يردُدْ عليه شيئًا، ثم ذهب إلى أبي بكر فكلَّمه أن يكلِّم له رسولَ الله، فقال: ما أنا بفاعل. ثم أتى عمَر بن الخطاب، فكلَّمه


(١) إسناد الطبري إلى ابن إسحاق ضعيف، وقد ذكره ابن إسحاق بلاغًا.
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>