٣٣٢ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، قال: ولما انهزم المشركون أتوُا الطائف، ومعهم مالك بن عوف، وعسكر بعضهم بأوْطاس، وتوجَّه بعضُهم نحو نَخْلة -ولم يكن فيمن توجَّه نحو نخلة إلَّا بنو غِيَرَة من ثَقِيف- فتبعتْ خيلُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَنْ سلك في نَخْلة من الناس، ولم تتبع مَنْ سلَك الثنايا، فأدرك ربيعةُ بن رُفيع بن أهْبان بن ثعلبة بن ربيعة بن يَرْبُوع بن سَمَّال بن عوف بن امرئ القيس -كان يقال له: ابن لذْعة وهي أمّه، فغلبتْ على نسبه- دريدَ بن الصِّمَّة، فأخذ بخطام جمله؛ وهو يظن أنه امرأة؛ وذلك أنه كان في شجارٍ له، فإذا هو رجل، فأناخ به، وإذا هو بشيخٍ كبير؛ وإذا هو دريد بن الصِّمّة، لا يعرفه الغلام، فقال له دُريد: ماذا تريد بي؟ قال: أقتلك، قال: ومَنْ أنتَ؟ قال: أنا ربيعة بن رفيع السُلمَيّ، ثمّ ضربه بسيفه فلم يُغْن شيئًا، فقال: بئسما سَلَّحَتْك أمك! خذ سيفي هذا من مؤخّر الرّحل في الشَّجار، ثم اضرب به وارفع عن العظام، واخفض عن الدّماغ، فإني كذلك كنت أقتل الرجال. ثمّ إذا أتيتَ أمّكَ فأخبرْها أنك قتلتَ دُريد بن الصّمة؛ فرُبَّ يومٍ والله قد منعت نساءَك! فزعمتْ بنو سُليم: أن ربيعة قال: لما ضربتُه فوقع تكشف الثوب عنه، فإذا عِجَانُه وبطون فَخِذَيه مثل القِرْطاس من ركوب الخيل أعراء، فلمَّا رجع ربيعة إلى أمه أخبرها بقتله إياه، فقالت: والله لقد أعتق أمّهات لك ثلاثًا (١). (٣: ٧٨/ ٧٩).
٣٣٣ - حدثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سَلمة عن ابن إسحاق، قال: يزعمون: أن سَلمة بن دُريد، هو الذي رمى أبا عامر بسهم فأصاب رُكْبته، فقتله، فقال سَلمة بن دُرَيد في قتله أبا عامر: