للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-قال الواقديّ: الأخرى: زينب بنت جحش- فضرب لهما قبّتين، فصلَّى بين القبّتين ما أقام.

فلما أسلمتْ ثَقِيف، بنَى عَلى مُصلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك أبو أمية بن عمرو بن وهب بن مُعتِّب بن مالك مسجدًا، وكانت في ذلك المسجد سارِيَة -فيما يزعمون- لا تطلع عليها الشمس يومًا من الدهر؛ إلا سُمع لها نقيض؛ فحاصرهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وقاتلهم قتالًا شديدًا، وترامَوْا بالنّبْل حتى إذا كان يوم الشدْخة عند جدار الطائف، دخل نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت دبّابة؛ ثم زحفوا بها إلى جدار الطائف، فأرسلت عليهم ثقيف سككَ الحديد مُحمَّاةً بالنار، فخرجوا مِنْ تحتها، فرمتهم ثَقِيف بالنَّبْل، وقتلوا رجالًا؛ فأمر رسول الله بقطع أعناب ثقيف، فوقع فيها الناس يقطعون.

وتقدَّم أبو سفيان بن حرب والمغيرة بن شُعبة إلى الطائف، فناديا ثقيفًا: أنْ أمّنُونا حتى نكلّمكم! فأمّنوهما؛ فدَعَوَا نساءً من نساء قريش وبني كنانة ليخرُجن إليهما -وهما يخافان عليهنَّ السّباء- فأبينَ؛ منهنَّ آمنة بنت أبي سفيان، كانت عند عروة بن مسعود له منها داود بن عروة وغيرها (١). (٣: ٨٣/ ٨٤).

٣٤٠ - وقال الواقديّ: حدثني كَثِير بن زيد، عن الوليد بن رَبَاح، عن أبي هريرة، قال: لما مضت خمس عشرة من حصار الطائف، استشار رسول الله نَوْفل بن معاوية الدّيلي، وقال: يا نوفل! ما تَرَى في المقام عليهم؟ قال: يا رسول الله؛ ثعلب في جُحرٍ؛ إن أقمت عليه أخذتَه، وإن تركتَه لم يضرَّك (٢). (٣: ٨٤).

٣٤١ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثنا ابن إسحاق، قال: قد بلَغني: أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر بن أبي قحافة، وهو محاصرٌ ثقيفًا بالطائف: يا أبا بكر! إنّي رأيتُ أنه أهْدِيَتْ لي قَعْبةٌ مملوءة زُبْدًا، فنقرَها ديكٌ فأهَراق ما فيها؛ فقال أبو بكر: ما أظنّ أن تدْرك منهم يومك هذا ما تُريد


(١) من هنا قول ابن إسحاق بلاغًا كما عند ابن هشام (٢/ ٤٨٣).
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>