للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطائف: ثُمالة، وسلَمة، وفَهْم؛ فكان يقاتل بهم ثَقِيفًا، لا يخرج لهم سَرْحٌ إلَّا أغار عليه، حتى ضَيَّقَ عليهم، فقال أبو مِحْجَن بن حبيب بن عمرو بن عمير الثَّقَفِي:

هابَتِ الأعداءُ جَانِبَنا ... ثمَّ تَغْزُونا بَنو سَلَمَهْ

وأتانا مالكٌ بِهِمُ ... ناقِضًا لِلعَهْدِ والحُرُمَهْ

وأَتوْنا في منَازِلنا ... ولقد كنَّا أُولي نَقَمَهْ

وهذا آخر حديث أبي وجْزة (١) (٣: ٨٨/ ٨٩).

٣٤٦ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكْر، قال: أعطى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المُؤَلَّفَةَ قلوبهم -وكانوا أشرافًا من أشراف الناس يتألّفهم ويتألَّف به قلوبهم- فأعطى أبا سفيان بن حرْب مئة بعير، وأعطى ابنه معاوية مئة بعير، وأعطى حَكِيم بن حزام مئة بعير، وأعطى النُّضير بن الحارث بن كلدَة بن علقمة أخا بني عبد الدار مئة بعير، وأعطى العَلاء بن جارية الثقفيّ حليف بني زُهْرة مئة بعير، وأعطى الحارث بن هشام مئة بعير، وأعطى صَفْوان بن أميّة مئة بعير، وأعطى سُهَيل بن عمرو مئة بعير، وأعطى حُويطب بن عبد العُزَّى بن أبي قيس مئة بعير، وأعطى عُيَينَةَ بنَ حِصْن مئة بعير، وأعطى الأقرع بن حابس التميمي مئة بعير، وأعطى مالك بن عوف النصريّ مئة بعير، فهؤلاء أصحاب المئين؛ وأعطى دون المئة رجالًا من قريش؛ منهم مَخْرَمة بن نوفل بن أهَيب الزهريِّ، وعمير بن وهب الجمحيّ، وهشام بن عمرو أخو بني عامر بن لؤيّ - لا يحفظ عدّة ما أعطاهم؛ وقد عرف فيما زعم: أنها دون المئة - وأعطى سعيد بن يربوع بن عَنكثة بن عامر بن مخزوم خمسين من الإبل، وأعطى السَّهْمِيَّ خمسين من الإبل، وأعطى عبَّاس بن مرداس السُّلميّ أباعرَ فتسخّطها، وعاتب فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:


(١) هذا الخبر أخرجه ابن هشام من قول ابن إسحاق بلاغًا (٢/ ٤٩٠ - ٤٩١).
ولعلّ الطبري ذكره كجزء من حديث أبي وجزة المرسل؛ إذ قال في آخره: وهذا آخر حديث أبي وجزة والله أعلم.
وبلاغ ابن إسحاق هذا أخرجه الطبراني كذلك بسند رجاله ثقات إلى ابن إسحاق دون ذكر للأبيات الشعرية (مجمع الزوائد ٦/ ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>