للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثني ابنُ إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر، قال: بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خالدَ بن الوليد في شهر ربيع الآخر -أو في جمادى الأولى- من سنة عشر إلى بَلْحارث بن كعب بنجْران، وأمره أن يدعوَهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثًا، فإن استجابُوا لك فاقبل منهم، وأقِمْ فيهم، وعلِّمهم كتابَ الله وسنّة نبيِّه، ومعالم الإسلام، فإن لم يفعلوا؛ فقاتلْهم.

فخرج خالدٌ حتى قدِم عليهم، فبعث الرّكبان يضربون في كلّ وجه، ويدعون الناس إلى الإسلام، ويقولون: يا أيها الناس أسْلموا تَسْلَموا. فأسلم الناس، ودِخلوا فيما دعاهم إليه، فأقام خالد فيهم؛ يعلّمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيِّه.

ثم كتب خالدٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بسم الله الرحمن الرحيم. لمحمد النبيّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خالد بن الوليد، السّلام عليك يا رسولَ الله ورحمة الله وبركاته؛ فإني أحمَد إليك الله الذي لا إله إلا هو؛ أمّا بعد يا رسولَ الله صلى الله عليك؛ بعثتَني إلى بني الحارث بن كعب، وأمرتني إذا أتيتُهم ألَّا أقاتلَهم ثلاثةَ أيام، وأن أدعوَهم إلى الإسلام؛ فإن أسلموا قبلتُ منهم وعلّمتهم معالم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيّه، وإن لم يُسْلموا قاتلتهم. وإني قدمتُ عليهم فدعوتُهم إلى الإسلام ثلاثة أيام كما أمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وبعثت فيهم ركبانًا قالوا: يا بني الحارث، أسْلِموا تَسْلَموا، فأسلَموا ولم يقاتلوا، وأنا مقيمٌ بين أظهرهم وآمرهم بما أمرهم الله به، وأنهاهم عمّا نهاهم الله عنه؛ وأعلّمهم معالم الإسلام وسنة النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - حتى يكتب إليّ رسول الله، والسلام عليك يا رسُولَ الله ورحمة الله وبركاته.

فكتب إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد النبيّ رسول الله إلى خالد بن الوليد. سلام عليك، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو؛ أما بعد، فإنَّ كتابك جاءني مع رسُلك بخبر أنّ بني الحارث قد أسلموا قبل أن يقاتَلوا، وأجابوا إلى ما دعوتَهم إليه من الإسلام وشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن قد هداهم الله بهداه؛ فبشِّرْهم وأنذِرْهم، وأقْبل وليُقِبل معك وفدُهم؛ والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>