للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعث محمد بن مسلمة وأصحابه -فيما بين بدر وأحد- إلى كعب بن الأشرف فقتلوه، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أنَيس إلى خالد بن سُفيان بن نُبَيح الهُذليّ -وهو بنخلة أو بعُرَنة- يجمع لرسول الله ليغزوه، فقتله.

ثم رجع الحديث إلى حديث عبد الله بن أبي بكر. قال: وغزوة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة إلى مُؤتة من أرض الشام، وغزوة كعب بن عمير الغِفاريّ بذات أطلاح من أرض الشأم، فأصيب بها هو وأصحابه، وغزوة عيينة بن حصن بني العنبر من بني تميم؛ وكان من حديثهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه إليهم؛ فأغار عليهم؛ فأصاب منهم ناسًا، وسبى منهم سبيًا (١). (٣: ١٥٤/ ١٥٥ / ١٥٦/ ١٥٧).

٤٠٠ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن أنَيس، قال: دعاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنه بلغنِي أنّ خالد بن سفيان بن نُبَيح الهذليّ يجمع لي الناس ليغزوَني - وهو بنخلة أو بعُرَنة - فائْتِه فاقتله، قال: قلت: يا رسول الله؛ انعتْه لي حتى أعرفَه، قال: إذا رأيتَه أذكَرَك الشيطانَ! إنه آية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له قُشَعْريرة. قال: فخرجت متوشّحًا سيفي حتى دفعت إليه وهو في ظُعُن يرتاد لهنّ منزلًا حيث كان وقت العصر؛ فلمَّا رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من القُشعريرة، فأقبلت نحوه، وخشيت أن تكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصّلاة، فصلَّيت وأنا أمشي نحوه، أومئ برأسي إيماء؛ فلمَّا انتهيتُ إليه قال: مَنْ الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل؛ فجاءك لذلك، قال: أجلْ، أنا في ذلك؛ فمشيت معه شيئًا حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته؛ ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبّات عليه. فلمَّا قدمت على رسول الله وسلَّمت عليه ورآني، قال: أفلح الوجه! قال: قلت: قد قتلته. قال: صدقت ثم قام رسولُ الله فدخل بيته، فأعطاني عصا، فقال: أمْسِكْ هذه العصا عندك يا عبد الله بن أنَيس. قال: فخرجت بها على الناس، فقالوا: ما هذه العصا؟ قلت: أعطانيها رسول الله، وأمرني أن أمسكها عندي، قالوا: أفلا ترجع


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>