للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تزوّج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - امرأةً من بني كلاب بن ربيعة؛ يقال لها: النشاة بنت رفاعة، وكانوا حلفاءَ لبني رفاعة من قريظة. وقد اختلف فيها، وكان بعضُهم يسمِّي هذه سَنَا وينسبها، فيقول: سنا بنت أسماء بن الصَّلت السُّلَمية. وقال بعضهم: هي سبا بنت أسماء بن الصّلْت من بني حرام من بني سُليم. وقالوا: توفّيت قبل أن يدخل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونسبها بعضهم فقال: هي سنا بنت الصّلْت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام بن سَمَّال بن عَوْف السّلَمِيّ.

ثم تزوّج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الشَّنْباء بنت عمرو الغِفاريّة. وكانوا أيضًا حلفاءَ لبني قُرَيظة، وبعضُهم يزعم: أنها قُرَظيّة، وقد جهل نسبها لهلاك بني قُرَيظة، وقيل أيضًا إنها كنانيّة، فعَرَكَت حين دخلت عليه؛ ومات إبراهيم قبل أن تطهُر، فقالت: لو كان نبيًّا ما مات أحبُّ النَّاس إليه؛ فسرَّحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ثمّ تزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَزِيَّة بنت جابر من بني أبي بكر بن كلاب، بلغ رسول الله عنها جمالٌ وبسطة، فبعث أبا أسيد الأنصاريّ، ثم الساعديّ، فخطبها عليه، فلما قَدمتْ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وكانت حديثة عهد بالكفر- فقالت: إني لم أستأمرْ في نفسي، إني أعوذ بالله منك! فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: امتنع عائذُ الله، وردَها إلى أهلها؛ ويقال: إنها من كِنْدة.

ثم تزوّج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أسماء بنت النعمان بن الأسود بن شرَاحيل بن الجَوْن بن حُجْر بن معاوية الكنديّ، فلما دخل بها وجد بها بياضًا فمتّعها وجهّزها وردّها إلى أهلها؛ ويقال: بل كان النعمان بعثَ بها إلى رسول الله فسرّحتْه، فلما دخلت عليه استعاذت منه أيضًا، فبعث إلى أبيها، فقال له: أليست ابنتك؟ قال: بلى، قال لها: ألستِ ابنته؟ قالت: بلى، قال النعمان: عليكها يا رسول الله، فإنها وإنها. وأطْنَبَ في الثناء فقال: إنها لم تيجع قط، ففعل بها ما فعل بالعامريّة، فلا يُدْرَى: ألقولها أم لقول أبيها: "إنها لم تيجعْ قطّ".

وأفاء الله عزَّ وجلَّ على رسوله ريحانة بنت زيد، من بني قريظة.

وأهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مارية القبطية؛ أهداها له المُقَوقس صاحبُ الإسكندرية، فولدَتْ له إبراهيم ابن رسول الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>