٢ - إن تأكدنا من خلوّ تلك الروايات مما يتعلق بالمسائل العقيدية والحلال والحرام.
٣ - إن تأكدنا من خلوّ تلك الروايات من طعن في عدالة الصحابة أو غمز ولمز بهم وبتعاملهم مع بعضهم البعض.
٤ - إن تأكدنا من خلوّ تلك الروايات من الانحياز إلى اتجاه سياسي معروف في عهد الخلفاء الراشدين.
أما بقية الروايات (وهي الأكثر) فقد وضعناها في الضعيف وبيّنا ما فيها من نكارة أو غرابة. ولقد أسهب الدكتور خالد الغيث في تقييمه لروايات سيف في رسالته الجامعية فلا نريد أن نذكر تفاصيل ذلك إلّا أنّا نضيف معلقة صغيرة فيما يتعلق بالطعون الواردة في روايات سيف ونعني (الطعن في عدالة الصحابة) وهو أن البلاء ليس من سيف فحسب وإنما أكثر البلاء من تلميذه وراويته شعيب وأغلب الروايات من طريقه فهو المعروف بتحامله على الصحابة اليس بالمعروف وله أحاديث وأخبار وفيها بعض النكارة وفيها تحامل على السلف / اللسان ٣/ ١٤٥).
واعتبرنا هذه الطريق (طريق شعيب عن سيف) أشد مرويات سيف ضعفًا عند الطبري. أما أقل مرويات سيف ضعفًا أو أصحها (وليس صحيحها) فهو طريق: (حدثنا عبيد الله قال حدثني عمّي قال حدثنا سيف) والله أعلم.
ثانيًا: أما فيما يتعلق بالمصادر التي اعتمدنا عليها في تقسيمنا لمرويات الطبري التأريخية فهي كما يلي:
٢ - تأريخ خليفة بن خياط: فهو مؤرخ معتمد ثقة توفي (٢٤٠ هـ) أي بعد أن بدأ الطبري بطلب الحديث بأربع سنوات - وهو يدرس التأريخ دراسة حولية بالإضافة إلى كتابته التأريخ بصيغة أخرى هي تدوين التأريخ من خلال دراسة الشخصيات التأريخية: الأنبياء، ثم الصحابة، ثم أئمة التابعين، وذلك في كتابه القيم المعروف (طبقات خليفة).
٢ - فتوح البلدان للبلاذري: والذي اهتم اهتمامًا بالغًا بتأريخ الفتوح وهو يعتمد الإسناد كسلفه خليفة، إلّا أن خليفة يذكر الإسناد ويعتمده أكثر من البلاذري الذي توفي (٢٧٩ هـ) وكذلك اعتمد البلاذري الإسناد في دراسته