للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - حدثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا جرير عن مغيرة، عن أبي معشر زياد بن كُلَيُب، عن أبي أيوب، عن إبراهيم، قال: لما قُبِض النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كان أبو بكر غائبًا، فجاءَ بعد ثلاث، ولم يجترئ أحدٌ أن يكشِفَ عن وجهه، حتى اربدَّ بطنهُ، فكشف عن وجهه، وقبَّل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنت وأميّ! طبْت حيًّا وطبت مَيتًا! ثم خرج أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: مَنْ كان يعبدُ الله فإنْ الله حيٍّ لا يموت، ومَنْ كان يعبد محمدًا فإنّ محمدًا قد مات. ثم قرأ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}. وكان عمر يقول: لم يمتُ؛ وكان يتوعّد الناس بالقتل في ذلك.

فاجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعِدة ليبايعوا سعدَ بن عُبادة، فبلغَ ذلك أبا بكر، فأتاهم ومعه عُمر وأبو عبيدة بن الجرّاح، فقال: ما هذا؟ فقالوا: منّا أميرٌ ومنكم أمير، فقال أبو بكر: منّا الأمراء ومِنْكم الوزراء.

ثم قال أبو بكر: إني قد رضيتُ لكم أحدَ هذين الرجُلين: عمر أو أبا عبيدة، إنْ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - جاءَه قومٌ فقالوا: ابعث معنا أمينًا فقال: لأبعثنَّ معكم أمينًّا حق أمين، فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح؛ وأنا أرضَى لكم أبا عُبيدة. فقام عمر، فقال: أيّكمُ تطيب نفسه أن يخلُف قَدَمَين قدَّمهما النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فبايعه عمر وبايعه الناس، فقالت الأنصار -أو بعض الأنصار؛ لا نبايع إلّا عليًّا (١). (٣: ١/ ٢٠٢ - ٢٠٢).

٢ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا جرير عن مغيرة، عن زياد بن كليب، قال: أتى عمرُ بن الخطاب منزلَ عليّ وفيه طلحة والزبير ورجالٌ من المهاجرين، فقال: والله لأحِرقنَّ عليكم أو لتخرُجُنَّ إلى البَيعة، فخرج عليه الزبيرُ مُصْلِتًا بالسيف، فعثر فسقط السَّيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه (٢). (٣: ٢٠٢).

٣ - حدَّثنا زكرياء بن يحيى الضرير، قال: حدثنا أبو عوَانة، قال: حدثنا


(١) إسناده ضعيف وفي متنه بعض مخالفة لما ورد في الروايات الصحيحة لحديث السقيفة كما سيأتي ذكره.
(٢) إسناده معضل وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>