للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرنا هشام، عن أبيه قال: فهاجر إبراهيم من بابل إلى الشأم فجاءته سارة، فوهبت له نفسَها فتزوجها، وخرجت معه وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة، فأتى حرَّان، فأقام بها زمانًا، ثم أتى الأردنّ فأقام بها زمانًا، ثم خرج إلى مصر فأقام بها زمانًا، ثم رجع إلى الشأم فنزل السبع (أرض بين إيليا وفلَسطين) واحتفر بئرًا، وبنى مسجدًا. ثم إن بعض أهل البلد آذاه فتحوّل من عندهم، فنزل منزلًا بين الرملة وإيليا، فاحتفر به بئرًا أقام به، وكان قد وُسِّع عليه في المال والخدم، وهو أوّل من أضاف الضيف، وأوّل من ثرَد الثريد، وأوّل من رأى الشيب.

قال: وولد لإبراهيم - عليه السلام - إسماعيل وهو أكبر ولده- وأمه هاجر وهي قبْطية، وإسحاق، وكان ضرير البصر، وأمه سارة ابنة بتويل بن ناخور بن ساروع بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح - ومدن، ومدين، ويقسان، وزمران، وأسبق، وسوح؛ وأمهم قنطورا بنت مقطور من العرب العاربة.

فأما يقسان فلحق بنوه بمكة، وأقام مدن ومدين بأرض مدين، فسميت به، ومضى سائرهم في البلاد وقالوا لإبراهيم: يا أبانا أنزلت إسماعيل وإسحاق معك، وأمرتنا أن ننزل أرض الغربة والوحشة! فقال: بذلك أمرت، قال: فعلَّمهم اسمًا من أسماء الله تبارك وتعالى، فكانوا يستسقون به ويستنصرون، فمنهم من نزل خراسان، فجاءتهم الخزر فقالوا: ينبغي للذي علمكم هذا أن يكون خير أهل الأرض، أو ملك الأرض، قال: فسموا ملوكهم خاقان.

قال أبو جعفر: ويقال في يسبق: يسباق، وفي سوح: ساح (١). (١: ٣١٠/ ٣١١)

وقال بعضهم: تزوج إبراهيم بعد سارة امرأتين من العرب، إحداهما قَنطورا بنت يقطان، فولدت له ستة بنين، وهم الذين ذكرنا، والأخرى منهما


= وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" (البخاري ح ٤٧٩٧).
(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>