للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال أحمد: حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله". تفرد به أحمد [مسند أحمد / ح ٨٣٩٩].
وقال البخاري: إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الصمد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم". تفرد به من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر به.
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثني مغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يحشر الناس عراة غرلًا، فأول من يكسى إبراهيم - عليه السلام -"، ثم قرأ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} فأخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج، وكلاهما عن مغيرة بن النعمان النخعي الكوفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به (أحمد / ح ١٩٥٠) والبخاري (ح ٣٣٤٩).
وهذه الفضيلة المعينة لا تقتضي الأفضلية بالنسبة إلى ما قابلها مما ثبت لصاحب المقام المحمود، الذي يغبطه به الأولون والآخرون.
وأما الحديث الآخر الذي قاله الإمام أحمد: حدثنا وكيع وأبو نعيم، حدثنا سفيان -هو الثوري- عن مختار بن مختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا خير البرية، فقال: "ذاك إبراهيم" فقد رواه مسلم من حديث الثوري وعبد الله بن إدريس، وعلي بن مشهر ومحمد بن فضيل، أربعتهم عن المختار بن فلفل [وانظر مسند أحمد / ١٢٨٢٦].
وهذا من باب الهضم والتواضع مع والده الخليل - عليه السلام - كما قال: "لا تفضلوني على الأنبياء"، وقال: "لا تفضلوني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فأجد موسى باطشًا بقائمة العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور؟ ".
وهذا كله لا ينافي ما ثبت بالتواتر عنه صلوات الله وسلامه عليه من أنه سيد ولد آدم يوم القيامة. وكذلك حديث أُبيّ بن كعب في صحيح مسلم: "وأخرت الثالثة ليوم يرغب إليَّ الخلق كلهم حتى إبراهيم".
ولما كان إبراهيم - عليه السلام - أفضل الرسل وأولي العزم بعد محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، أمر المصلي أن يقول في تشهده، ما ثبت في الصحيحين من حديث كعب بن عجرة وغيره، قال: قلنا: يا رسول الله .. هذا السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: "قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم =

<<  <  ج: ص:  >  >>