وهو أحد أولي العزم الخمسة المنصوص على أسمائهم تخصيصًا من بين سائر الأنبياء في آيتي الأحزاب والشورى، وهما قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}، وقوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيكَ وَمَا وَصَّينَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} الآية. ثم هو أشرف أولي العزم بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -. وهو الذي وجده - عليه السلام - في السماء السابعة مسندًا ظهره بالبيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم، وما وقع في حديث شريك بن أبي نمير عن أنس في حديث الإسراء، من أن إبراهيم في السادسة، وموسى في السابعة، فمما انتقد على شريك في هذا الحديث. والصحيح الأول. وقال أحمد: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن". تفرد به أحمد [مسند أحمد / ٨٣٩٩]. ثم مما يدل على أن إبراهيم أفضل من موسى الحديث الذي قال فيه: "وأخرت الثالثة ليوم يرغب إليَّ الخلق كلهم حتى إبراهيم". رواه مسلم من حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه. وهذا هو المقام المحمود الذي أخبر عنه صلوات الله وسلامه عليه بقوله: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر"، ثم ذكر استشفاع الناس بآدم، ثم بنوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، فكلهم يحيد عنها حتى يأتوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فيقول: "أنا لها، أنا لها" الحديث بتمامه. وقال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عبيد الله، حدثني سعيد، عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله، من أكرم الناس؟ قال: "أكرمهم أتقاهم"، فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله"، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "فعن معادن العرب تسألونني؟ "، قالوا: نعم، قال: "فخيارهم في الجاهلجة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" [صحيح البخاري / ح ٣٣٨٣]. وهكذا رواه البخاري في مواضع أخرى ومسلم والنسائي من طرق، عن يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله -وهو ابن عمر- العمري به. ثم قال البخاري: قال أبو أسامة ومعتمر عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قلت: وقد أسنده في موضع آخر من حديثهما، وحديث عبيدة بن سليمان، والنسائي من حديث محمد بن بشر، أربعتهم عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكروا أباه. =