للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره بالمسير إليه؛ لم يُحْدِثُ شيئًا، وقد جائته وفودُ العرب مرتدّين يُقرُّون بالصّلاة، ويمنعون الزكاة. فلم يقبل ذلك منهم وردّهم، وأقام حتى قَدِم أسامة بن زيد بن حارثة بعد أربعين يومًا من شخوصه - ويقال: بعد سبعين يومًا - فلمَّا قدم أسامة بن زيد أستخلفه أبو بكر على المدينة وشخص - ويقال: استخلف سنانًا الضَّمْريّ على المدينة - فسار ونزل بذي القَصّة في جُمادى الأولَى؛ ويقال في جُمادى الآخرة، وكان نوفل بن معاوية الدَّيليّ بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقيه خارجة بن حصن بالشَرَبَّة؛ فأخذ ما في يديه؛ فردّه علي بني فزارة؛ فرجع نوفل إلى أبي بكر بالمدينة قبل قدوم أسامة على أبي بكر. فأوّل حرب كانتْ في الرِّدّة بعد وفاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حرب العنسيّ؛ وقد كانت حرب العنسيّ باليمن؛ ثم حرب خارجة بن حصن، ومنظور بن زَبَّان بن سيّار في غَطَفان، والمسلمون غازون، فانحاز أبو بكر إلى أجَمَة فاستتَر بها، ثم هزَم الله المشركين (١). (٣: ٢٤١/ ٢٤٢).

٢٧ - حدثني عُبيد الله، قال: أخبرَنا عمّي، قال: أخبرنا سَيف - وحدّثني السريّ، قال: حدَّثنا شُعيب، قال: حدَّثنا سَيف عن أبي عمرو، عن زيد بن أسلم، قال: ماتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعُمّاله على قضاعة، وعلى كلْب: امرؤ القيس بِن الأصبغ الكلبيّ من بني عبد الله، وعلى القَين عمرو بن الحكم، وعلى سعد هُذيم: معاوية بن فلان الوائليّ (٢). (٣: ٢٤٣).

٢٨ - وقال السريّ الوالبيّ: فارتدّ وديعة الكلبيّ فيمن آزره من كلْب، وبقيَ امرؤ القيس على دينه، وارتدّ زُمَيل بن قُطْبةَ القَينِيّ فيمن آزره من بني القَين، وبقي عمرو، وارتدّ معاوية فيمن آزره من سعد هُذيم. فكتب أبو بكر إلى امرئ القيس بن فلان - وهو جَدّ سُكَينة ابنة حسين - فسار لوديعة، وإلى عمرو، فأقام لزميل، وإلى معاوية العذريّ. فلمّا توسّط أسامة بلاد قضاعة؛ بَثَّ الخيول فيهم وأمرهم أن يحهضوا مَن أقام على الإسلام إلى مَن رجع عنه، فخَرجوا هُرَّابًا؛ حتى أرَزُوا إلى دُومَة، واجتمعوا إلى وديعة، ورجعت خيولُ أسامة إليه، فمضى فيها أسامة، حتى أغار على الحَمْقَتَين، فأصاب في بني الضُّبيب من جُذام، وفي نبي


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف وقد ذكره الطبري هكذا عن الوائلي معضلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>