للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غنَّمناها الله! وأجلاها. فلما غلب أهل الردّة؛ ودخلوا في الباب الذي خرجوا منه، وسامح الناس جاءت بنو ثَعلبة؛ وهي كانت منازلهم لينزلوها، فمنعوا منها فأتوْه في المدينة، فقالوا: عَلامَ نمْنَع منْ نزول بلادنا! فقال: كذبتم، ليست لكم ببلاد؛ ولكنّها مَوْهبي ونَقَذي، ولم يُعْتِبْهم، وحَمَى الأبرقَ لخيول المسلمين، وأرعى سائر بلاد الرَّبذة الناس علي بني ثعلبة، ثم حَمَاها كلَّها لصدقات المسلمين؛ لقتالٍ كان وقع بين الناس وأصحَاب الصّدقات، فمنع بذلك بعضهم من بعض.

ولما فُضّت عبس وذبيان أرَزوا إلى طلَيحة وقد نزل طليحة على بُزَاخة، وارتحل عن سَمِيراء إليها، فأقام عليها؛ وقال في يوم الأبرق زياد بن حنظلة:

ويومٍ بالأبارق قد شَهِدْنا ... على ذُبيانَ يَلْتهب التِهابا

أتَيناهمْ بداهيَةٍ نَسُوفٍ ... مَعَ الصّديقِ إذ ترَكَ العِتابَا (١)

٣٠ - حدَّثنا السَّريّ، قال: حدَّثنا شعيب، عن سيف، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمد، قال: لما أراح أسامة وجنده ظهرَهم وجَمُّوا، وقد جاءت صدقات كثيرة تفضُل عنهم، قطع أبو بكر البعوثَ وعقد الألوية، فعقد أحد عشر لواءً: عقد لخالد بن الوليد وأمَره بطليحة بن خويلد؛ فإذا فرغ سار إلى مالك بن نُويرة بالبُطاح إن أقام له، ولعكْرمة بن أبي جهل وأمره بمسيلمة، وللمهاجر بن أبي أميّة وأمَره بجنود العنْسيّ ومعونة الأبناء على قيس بن المكشوح ومَنْ أعانه من أهل اليمن عليهم، ثم يمضي إلى كنْدة بحضرموت، ولخالد بن سعيد بن العاص -وكان قدم على تفيئة ذلك من اليمن وترك عمله- وبعثه إلى الحَمْقَتَين من مشارف الشأم، ولعمرو بن العاص إلى جماع قُضاعة ووديعة والحارث، ولحذيفة بن محصن الغلفانيّ وأمرَه بأهل دَبا، ولعرفجة بن هرثمة وأمره بمهْرة؛ وأمرهما أن يجتمعا وكلّ واحد منهما في عمله على صاحبه، وبعث شُرحْبيل بن حَسَنة في أثر عكرمة بن أبي جهل، وقال: إذا فرغ من اليمامة فالحق بقُضاعة، وأنت على خيلك تقاتلُ أهل الرّدّة، ولطُرَيفة بن حاجز وأمره ببني سُليم ومَن معهم من هَوازن، ولسُويد بن مقرّن وأمَره بتِهامة اليمن، وللعَلاء بن


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>