للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خواصّ، ثم سار حتى قدم المدينة، فأطافت به قريش، وسألوه فأخبرهم أنّ العساكر مُعَسْكرة من دَبَا إلى حيث انتهيت إليكم، فتفرّقوا وتحلَّقوا حلَقًا، وأقبل عمر بن الخطاب يريد التسليم على عمرو، فمرّ بحلْقة، وهم في شيء مِنَ الذي سمعوا من عمرو وفي تلك الحلْقة: عثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن، وسعد؛ فلما دنا عمر منهم سكتوا، فقال: فيم أنتم؟ فلم يجيبوه، فقال: ما أعلمني بالذي خلوتم عليه! فغضب طلحة، وقال: تالله يا بن الخطاب لتُخْبرنا بالغيب! قال: لا يعلم الغيبَ إلا الله؛ ولكن أظنّ قلتم: ما أخوفَنا على قريش من العرب وأخلقهم ألّا يقرُّوا بهذا الأمر! قالوا: صدقت، قال: فلا تخافوا هذه المنزلة، أنا والله منكم على العرب أخوفُ منِّي من العرب عليكم؛ والله لو تدخلون معاشرَ قريش جُحْرًا لدخلتْه العرب في آثاركم؛ فاتقوا الله فيهم. ومضى إلى عمرو فسلّم عليه، ثم انصرف إلى أبي بكر (١). (٣: ٢٥٨/ ٢٥٩).

٤٥ - حدَّثنا السِّريّ، قال: حدَّثنا شُعيب عن سيف، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: نزل عمرو بن العاص منصرفَه من عُمَان- بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقُرَّة بن هُبيرة بن سلَمة بن قشير، وحولَه عسكر من بني عامر من أفنائهم، فذبح له، وأكرمَ مثواه، فلمّا أراد الرحلة؛ خَلا به قرّة، فقال: يا هذا! إنّ العرب لا تطيبُ لكم نفسًا بالإتاوة، فإن أنتم أعفيتموها من أخذِ أموالها فستسمع لكم وتطيع؛ وإن أبيتم فلا أرى أن تجتمع عليكم. فقال عمرو: أكفرت يا قرّة! وحوله بنو عامر؛ فكره أن يبوح بمتابعتهم فيكفروا بمتابعته، فينفر في شرّ، فقال: لنردّنكم إلى فيئتكم -وكان من أمره الإسلام- اجعلوا بيننا وبينكم موعدًا. فقال عمرو: أتوعدنا بالعرب وتخوّفنا بها! موعدك حَفْشُ أمك؛ فوالله لأوطِئنّ عليك الخيل. وقدم على أبي بكر والمسلمين فأخبرهم (٢) (٣: ٢٥٩).

٤١ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدّثني محمد بن إسحاق عن محمّد بن طلحة بن يزيد بن رُكانة، عن عبيد الله بن عبد لله بن عتبة، قال: أخبرني مَن نظر إلى عُيينة بن حصن مجموعة يداه إلى عنُقه بحبل، يَنْخسه غلمان


(١) إسناده ضعيف، أما بعثة عمرو بن العاص إلى عُمان فراجعها في قسم الصحيح من تاريخ الخلفاء (٣/ ٦٤).
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>