للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا سُليم ولا طيّئ إلّا أن يأتوه بالذين حَرّقوا ومثّلُوا وعدوْا على أهل الإسلام في حال ردّتهم، فأتوْه بهم، فقبل منهم إلّا قرة بن هُبيرة ونفرًا معه أوثقهم، ومثَّل بالذين عَدَوْا على الإسلام؛ فأحرقهِم بالنيران ورضَخهم بالحجارة، ورمى بهم من الجبال، ونكسهم في الآبار، وخزَق بالنّبال. وبعث بقرّة وبالأسارى، وكتب إلى أبي بكر: إن بني عامر أقبلت بعد إعراض، ودخلت في الإسلام بعد تربُّص؛ وإنِّي لم أقبل من أحد قاتلني أو سالمني شيئًا حتى يجيئوني بمَن عدا على المسلمين؛ فقتلتهم كلّ قتلة، وبعثتُ إليك بقرّة، وأصحابه (١). (٣: ٢٦٢/ ٢٦٣).

٤٤ - حدَّثنا السَّريّ، قال: حدَّثنا شُعيب عن سيف، عن أبي عمرو، عن نافع، قال: كتب أبو بكر إلى خالد: لِيَزدْك ما أنعم الله به عليك خيرًا، واتّق الله في أمرك؛ فإنّ الله مع الذين اتَّقَوْا والذين هُمْ محسنون جدَّ في أمر الله ولا تَبنيَن، ولا تظفرنّ بأحد قتَل المسلمين إلا قتلتَه ونكّلتَ به غيره؛ ومَن أحببت ممن حادَّ الله أو ضادَّه ممّن ترى أن في ذلك صلاحًا فاقتله. فأقام على البُزاخة شهرًا يُصَعِّد عنها ويُصَوِّب، ويرجع إليها في طلب أولئك؛ فمنهم مَنْ أحرِق، ومنهم من قمطه ورضَخَه بالحجارة؛ ومنهم مَنْ رمى به من رؤوس الجبال. وقدم بقرّة وأصحابه، فلم ينزلوا ولم يُقَل لهم كما قيل لعُيَينة وأصحابه؛ لأنهم لم يكونوا في مثل حالهم؛ ولم يفعلوا فعلهم (٢). (٣: ٢٦٣).

٤٥ - قال السريّ: حدَّثنا شعيب عن سيف، عن سهل وأبي يعقوب، قالا: واجتمعت فُلّال غَطَفان إلى ظَفَر، وبها أم زِمْل سلمى بنت مالك بن حُذيفة بن بدر؛ وهي تشبَّه بأمّها أم قرفة بنت ربيعة بن فلان بن بدر؛ وكانت أمّ قرفة عند مالك بن حذيفة، فولدت له قرفة، وحكَمَة، وحُرَاشة، وزِمْلًا، وحصينًا، وشريكًا، وعبدًا، وزُفَر، ومعاوية، وحَمَلة، وقيسًا، ولأيًا؛ فأما حَكَمة فقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أغار عُيينة بن حِصْن على سَرح المدينة، قتله أبو قتادة؛ فاجتمعت تلك الفُلَّال إلى سلْمى؛ وكانت في مثل عزّ أمها، وعندها جَمل أم قرفة؛ فنزلوا إليها فذمرتْهُم، وأمرتهم بالحرب، وصعَّدتْ سائرة فيهم وصوَّبتْ، تدعوهم إلى حرب خالد، حتى اجتمعوا لها، وتشجَّعوا على ذلك،


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>