للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتأشَب إليهم الشُّرَداءُ من كل جانب- وكانت قد سبِيَت أيَّام أم قِرْفة، فوقعت لعائشة فأعتقتها، فكانت تكون عندها، ثم رجعت إلى قومها؛ وقد كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - دخل عليهنّ يومًا، فقال: إنّ إحداكنّ تستنبح كلاب الحوءب؛ ففعلت سَلْمى ذلك حين ارتدّت؛ وطلبت بذلك الثأر، فسيّرت فيما بين ظفر والحوْءب؛ لتجمع إليها، فتجمَّع إليها كُلُّ فَلّ ومُضَيَّق عليه من تلك الأحياء من غَطفان، وهَوازِن، وسُلَيم، وأسد، وطيّئ، فلما بلغ ذلك خالدًا -وهو فيما هو فيه من تتبع الثأر، وأخذ الصدقة ودعاء الناس وتسكينهم- سار إلى المرأة وقد استكثف أمرُها، وغلُظ شأنها؛ فنزل عليها وعلى جُمَّاعها، فاقتتلوا قتالًا شديدًا؛ وهي واقفة على جَمَل أمّها، وفي مثل عزها، وكان يقال: من نخس جملها فله مئة من الإبل لعزّها، وأبيرتْ يومئذ بيوتات من جاس -قال أبو جعفر: جاس حيّ من غَنْم- وهاربة، وغَنْم، وأصيب في أناس من كاهِل، وكان قتالهم شديدًا؛ حتى اجتمع على الجمل فوارس فعقروه وقتلوها. وقتل حول جملها مئة رجل؛ وبعث بالفتح، فقدم على أثر قُرّة بنحو من عشرين ليلة (١). (٣: ٢٦٣/ ٢٦٤).

٤٦ - قال السريّ: قال شعيب عن سيف، عن سهل وأبي يعقوب، قالا: كانَ من حديث الجوَاء وناعِر: أنّ الفجاءة إياس بن عبد ياليل قدم على أبي بكر، فقال: أعنّي بسلاح، ومُرْني بمن شئت من أهل الرِّدّة. فأعطاه سلاحًا، وأمَره أمْره، فخالف أمره إلى المسلمين، فخرج حتى ينزل بالجواء، وبعث نجبة بن أبي المَيثاء من بني الشَّريد، وأمره بالمسلمين؛ فشنَّها غارةً على كلّ مسلم في سُلَيم وعامر وهوازن؛ وبلغ ذلك أبا بكر، فأرسل إلى طُرَيفة بن حاجز يأمره أن يجمع له وأن يسير إليه، وبعث إليه عبد الله بن قيس الجاسيّ عونًا؛ ففعل، ثمّ نهضا إليه وطلباه؛ فجعل يلوذ منهما حتى لقِيَاه على الجواء؛ فاقتتلوا، فقتل نجبة، وهرب الفجاءة، فلحقه طُرَيفة، فأسره. ثم بعث به إلى أبي بكر، فقدم به على أبي بكر، فأمر فأوقد له نارًا في مصلّى المدينة على حطب كثير، ثمّ رمي به فيها مقموطًا (٢). (٣: ٢٦٤).

٤٧ - قال أبو جعفر: وأمّا ابنُ حُميد؛ فإنه حدَّثنا في شأن الفُجاءة عن سلَمة،


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>