للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكوفة المستغربَ في أمر عليّ، وينزِل داره المستغربَ في أمر نفسه من أهل الشأم وأهل البصرة وأهل الجزيرة؛ وهم الذين يقال لهم: النواقل في الأمصار؛ فأخرج من الكوفة قَعقاعَ بن عمرو بن مالك إلى إيليا بفلسطين، فطلب إليه أن ينزل منازلَ بني أبيه بني عُقْفان، وينقلهم إلى بني تميم، فنقلهم من الجزيرة إلى الكوفة، وأنزلهم منازل القَعْقَاع وبني أبيه؛ وجاءت معهم، وحسن إسلامها؛ وخرج الزّبرقان والأقرع إلى أبي بكر، وقالا: اجعل لنا خَراج البحرين ونضمن لك ألّا يرجع من قومنا أحدٌ، ففعل، وكتب الكتاب. وكان الذي يختلف بينهم طلحة بن عبيد الله، وأشهدوا شهودًا منهم عمر. فلما أتيَ عمر بالكتاب فنظر فيه لم يشهد، ثم قال: لا والله ولا كَرَامة! ثم مزّق الكتاب ومحَاه، فغضب طلحة، فأتى أبا بكر، فقال: أأنت الأمير أم عمر؟ فقال: عمر؛ غير أنّ الطاعة لي. فسكت.

وشهدَا مع خالد المشاهدَ كلَّها حتى اليمامة، ثم مضى الأقرع ومعه شُرَحبيل إلى دُومة (١). (٣: ٢٦٨/ ٢٦٩ / ٢٧٠/ ٢٧١ / ٢٧٢/ ٢٧٥).

٥١ - قال أبو جعفر: وأمَّا غير سيف ومنْ ذكرنا عنه هذا الخبر، فإنه ذكر: أنّ مسيلمة لما نزلتْ به سجاح، أغلق الحِصْن دُونها، فقالت له سجاح: انزل، قال: فنحِّي عنك أصحابَك، ففعلت. فقال مسيلمة: اضربوا لها قُبَّة وجَمِّروها لعلَّها تذكر الباء؛ ففعلوا، فلمَّا دخلت القبّة نزل مسيلمة فقال: ليقفْ ها هنا عشرة، وها هنا عشرة؛ ثم دارَسَها، فقال: ما أوحيَ إليك؟ فقالت: هل تكون النساءُ يبتدئن! ولكن أنت قُلْ ما أوحي إليك؟ قال: "ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحُبْلى، أخرج منها نسمة تسْعى، من بين صفاق وحشى" قالت: وماذا أيضًا؟ قال: أوحي إليّ: "أنّ الله خلق النساء أفراجًا، وجعل الرجال لهنّ أزواجًا؛ فنولج فيهن قُعْسًا إيلاجًا، ثم نُخْرِجُها إذا نشاء إخراجًا، فيُنْتَجْن لنا سِخَالًا إنتاجًا" قالت: أشهد أنك نبيّ، قال: هل لكِ أن أتزوّجك فآكل بقومي وقومك العرب! قالت: نعم، قال:

ألا قُومي إلى النَّيْك ... فقد هُيِّيء لك المَضْجَعْ


(١) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>