فيروز، وداذويه، وجُشيْش، وكتبَ أبو بكر إلى عُمير ذي مُرّان، وإلى سعيد ذي زود، وإلى سَميْفع ذي الكَلاع، وإلى حَوْشب ذي ظُلَيْم، وإلى شَهْر ذي يناف يأمرهم بالتمسك بالذي هم عليه، والقيام بأمرِ الله والنّاس، ويعدهم الجنود:
من أبي بكر خليفة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عُمَير بن أفْلَح ذي مُرّان، وسعيد بن العاقب ذي زُود؛ وسَميفع بن ناكُور ذي الكَلاع، وحَوْشب ذي ظُلَيم، وشهر ذي يناف. أمَّا بعد، فأعينوا الأبناء على مَنْ ناوَأهم، وحُوطوهم، واسمعوا مِنْ فيروز، وجِدُّوا معه، فإني قد ولّيْتُه. (٣: ٣٢٣).
٩١ - كتب إليّ السري عن شعيب، عن سيف، عن المستنير بن يزيد، عن عُروة بن غزيَّة الدَّثينيّ، قال: لمَّا ولي أبُو بكرٍ أمّر فيْروز؛ وهم قبل ذلك متساندون؛ هو وداذويه وجُشَيش وقيس؛ وكتب إلى وجوه من وجوه أهل اليمن؛ ولما سمع بذلك قيس أرسل إلى ذي الكَلاع وأصحابه: إنّ الأبناء نُزّاع في بلادكم، ونُقَلاء فيكم؛ وإن تتركوهم لن يزالوا عليكم؛ وقد أرَى من الرأي أن أقتُل رؤوسهم، وأخرجهم من بلادنا. فتبرّؤوا، فلم يمالئوه، ولم ينصروا الأبناء، واعتزلوا وقالوا: لسنا ممَّا ها هنا في شيء، أنت صاحبُهم، وهم أصحابك.
فتربَّص لهم قيس، واستعدّ لقتل رؤسائهم وتسيير عامَّتهم؛ فكاتب قيس تلك الفالَّة السيَّارة اللَّحْجيّة؛ وهم يصعّدون في البلاد ويصوّبون، محاربين لجميع مَن خالفهم، فكاتبهم قيس في السرّ، وأمرهم أن يتعجَّلوا إليه، وليكون أمره وأمرهم واحدًا؛ وليتجمعوا على نفي الأبناء من بلاد اليمن. فكتبوا إليه بالاستجابة له، وأخبروه أنهم إليه سِرِاعٌ، فلم يَفْجأ أهلَ صنعاء إلا الخبر بدنوّهم منها، فأتى قيس فيروزَ في ذلك كالفرِق من هذا الخبر وأتى داذويه، فاستشارهما ليَلْبِس عليهما، ولئلّا يَتَّهماه، فنظروا في ذلك واطمأنُّوا إليه.
ثم إن قيسًا دعاهم من الغد إلى طَعام، فبدأ بداذويه، وثنَّى بفيروز، وثلّث بجشيش، فخرج داذويه حتى دخلَ عليه، فلمَّا دخل عليه عاجله فقتله، وخرج فيروز يسير حتى إذا دَنا سمع امرأتيْن على سطحين تتحدّثان، فقالت إحداهما: هذا مقتول كما قُتِل داذويه؛ فلقيهما، فعاج حتى يرى أويَّ القوم الذي أرْبَؤوا، فأخبر برجوع فيروز؛ فخرجوا يركُضون، وركض فيروز، وتلقَّاه جُشَيش،