للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يتوقَّعون من قدوم بَهْمَن جاذويه، فصابروا المسلمين للَّذي كان في علم الله أن يصيِّرَهم إليه، وحَرِبَ المسلمون عليهم، وقال خالد: اللهمّ إنَّ لك عليّ إن منحتَنا أكتافَهم ألّا أستبقي منهم أحدًا قدرْنا عليه حتى أجرِيَ نهرَهم بدمائهم!

ثم إنّ الله عزَّ وجلّ كشفهم للمسلمين، ومنحَهم أكتافهم، فأمر خالد مناديَه، فنادى في الناس: الأسرَ الأسرَ! لا تقتلوا إلا مَن امتنع؛ فأقبلت الخيول بهم أفواجًا مستأسرين يساقون سَوْقًا، وقد وكَّل بهم رجالًا يضربون أعناقهم في النهر، ففعل ذلك بهم يومًا وليلة، وطلبوهم الغد وبعد الغد؛ حتى انتهوْا إلى النّهرين، ومقدارِ ذلك من كلّ جوانب ألّيْس. فضرب أعناقهم، وقال له القعقاع وأشباهٌ له: لو أنَّك قتلتَ أهلَ الأرض لم تجرِ دماؤهم؛ إنّ الدّماء لا تزيد على أن تَرقرَق منذ نُهيتْ عن السَّيَلان، ونُهيت الأرض عن نَشْف الدماء؛ فأرسل عليها الماء تَبَرّ يمينك. وقد كان صدّ الماءَ عن النَّهر فأعاده، فجرى دمًا عبيطًا فسمِّي نهر الدم لذلك الشأن إلى اليوم (١). (٣: ٣٥٥/ ٣٥٦/ ٣٥٧).

١٣٢ - وقال آخرون منهم بشير بن الخصاصيّة، قال: وبلغنا: أن الأرض لما نشفتْ دمَ ابن آدم نُهَيتْ عن نَشْف الدماء، ونُهِيَ الدّم عن السَّيَلان إلا مقدار بَرْدِه.

ولما هُزِم القوم وأجْلُوا عن عسكرِهم، ورجع المسلمون من طلبهم ودخلوه؛ وقف خالد على الطعام، فقال: قد نفّلْتُكموه فهو لكم. وقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى على طعام مصنوع نفَّله. فقعد عليه المسلمون لعشائهم بالليل، وجعل مَنْ لم يرَ الأرياف ولا يعرف الرّقاق يقول: ما هذه الرّقاق البيض! وجعل مَنْ قد عرفها يجيبهم، ويقول لهم مازحًا: هل سمعتم برقيق العيش؟ فيقولون: نعم، فيقول: هو هذا؛ فسمي الرّقاق، وكانت العرب تسمّيه القرَى (٢). (٣: ٣٥٧).

١٣٣ - حدّثنا عبيدُ الله، قال: حدّثني عمِّي، قال: حدّثنا سيف عن عمرو بن محمّد، عن الشَّعبيّ، عمَّن حدّث، عن خالد: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نفّل الناس يوم خَيْبَر الخبز والطبيخ والشِّواء، وما أكلوا غير ذلك في بطونهم غير متأثِّليهِ (٣). (٣٥٧: ٣).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>