للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موطن، وأفِرُّ منكم اليوم! ثم نادى: مَنْ يبايع على الموت؟ فبايعه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزْور في أربعمئة من وجوه المسلمين وفرسانهم؛ فقاتلوا قدّام فُسطاط خالد؛ حتى أثبتوا جميعًا جراحًا، وقُتِلوا إلّا من برأ، ومنهم ضرار بن الأزور. قال: وأتيَ خالد بعد ما أصبحوا بعِكْرمة جريحًا فوضع رأسه على فخذه، وبعمرو بن عِكْرمة فوضع رأسه على ساقه، وجعل يمسح عن وجوههما، ويقطِّر في حلوقهما الماء، ويقول: كلّا، زعم ابن الحَنْتَمة أنَّا لا نُستشهَد! (١) (٣: ٤٠١).

١٧٤ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن المُسْتَنير بن يزيد بن أرطاة بن جُهَيْش، قال: كان الأشتَر قد شهد اليَرْموك، ولم يشهد القادسيَّة؛ فخرج يومئذ رجلٌ من الرّوم، فقال: مَنْ يبارز؟ فخرج إليه الأشتر؛ فاختلفا ضربتيْن، فقال للرّومي: خُذْها وأنا الغلام الإياديّ، فقال الروميّ: أكثر الله في قومي مثلك! أمَا والله لو أنَّك من قومي لآزرْت الرُّوم، فأمَّا الآن فلا أعِينهم! (٢).

١٧٥ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن المستنير بن يزيد، عن أرطاة بن جهيش، قال: قال خالد يومئذ: الحمدُ لله الذي قضى على أبي بكر بالموت وكان أحبَّ إليَّ من عمر، والحمدُ لله الذي ولَّى عمر، وكان أبغضَ إليّ من أبي بكر ثم ألزمني حُبَّه! (٣).

١٧٦ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عبد الله بن سعيد، عن أبي سَعيد، قال: قال قَباث: كنت في الوفْد بفتح اليَرْموك، وقد أصبنا خيرًا ونَفلًا كثيرًا، فمرَّ بنا الدّليل على ماء رجل قد كنت اتَّبعته في الجاهليَّة حين أدركتُ وآنستُ من نفسي لأصيب منه؛ كنت دُلِلْتُ عليه، فأتيته فأخبرته، فقال: قد أصبتَ، فإذا ريبال من ريابلة العرب قد كان يأكل في اليوم عَجُز جَزور بأدمها ومقدار ذلك من غير العَجُز ما يفضل عنه إلّا ما يقوتني. وكان يُغيرُ على الحيّ ويَدَعُني قريبًا، ويقول: إذا مرّ بك راجز يرتجز بكذا وكذا، فأنا ذلك؛ فَشُلَّ معي. فمكثت بذلك حتى أقطعني قطيعًا من مال، وأتيت به أهلي؛ فهو أوّلُ مال أصبته. ثم إنّي رأستُ قومي؛ وبلغت مبلغ رجال العرب، فلمَّا مرّ بنا على ذلك


(١) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة وسوء أدب بحق الصحابة، وأغلب الظن أنها من دسّ شعيب.
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>