للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممسكتُه، موشومة اليديْن، وهو يقول: أترضوْن بمن أستخلف عليكم؟ فإنّي والله ما ألوْتُ من جَهْد الرّأي، ولا ولَّيت ذا قرابة، وإنّي قد استخلفتُ عمر بن الخطاب، فاسمعوا له، وأطيعوا! فقالوا: سمعنا، وأطعنا (١) (٣: ٤٢٨).

١٩٤ - حدّثني عُثمان بن يحيى عن عثمان القرقسانيّ، قال: حدّثنا سفيان بن عُيَينة، عن إسماعيل، عن قيس، قال: رأيتُ عمرَ بن الخطاب وهو يجلس والنَّاس معه، وبيده جَرِيدة، وهو يقول: أيُّها الناس! اسمعوا وأطيعوا قولَ خليفةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إنَّه يقول: إني لم آلُكم نصْحًا. قال: ومعه مولىً لأبي بكر يقال له: شديد، معه الصحيفة الّتي فيها استخلاف عمر (٢).

١٩٥ - حدّثنا يونُس بن عبد الأعلى، قال: حَدّثنا يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، قال: حدّثنا اللَّيْث بن سعد، قال: حَدّثنا عُلْوان عن صالح بن كيسان، عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه: أنَّه دخل على أبي بكر الصّدّيق رضي الله تعالى عنه في مَرَضِه الذي تُوُفِّيَ فيه؛ فأصابه مهتمًّا، فقال له عبد الرحمن: أصبحتَ والحمد لله بارئًا! فقال أبو بكر رضي الله عنه: أتراه؟ قال: نعم، قال: إنِّي ولَّيْتُ أمرَكم خيرَكم في نفسي؛ فكلّكم وَرِمَ أنفُه من ذلك، يريد أن يكون الأمر له دونه؛ ورأيتم الدنيا قد أقبلتْ ولمّا تقبِلْ، وهي مقبلة حتى تتَّخذوا ستور الحرير ونضائد الديباج، وتألَمُوا الاضطجاع على الصوف الأذْرِيّ؛ كما يألمُ أحدُكم أن ينامَ على حَسَك؛ والله لأن يقدّم أحدكم فتُضرب عنقُه في غير حدّ خيرٌ له من أن يخوضَ في غمرة الدنيا، وأنتم أوّلُ ضالّ بالناس غدًا، فتصدونهم عن الطريق يمينًا وشمالًا. يا هاديَ الطريق، إنَّما هو الفَجْر أو البَجْر، فقلت له: خَفّض عليك رحمك الله! فإن هذا يهيضك في أمرك. إنَّما النَّاس في أمرك بين رجليْن: إمَّا رجل رأى ما رأيتَ فهو معك، وإمَّا رجلٌ خالفك فهو مُشير عليك، وصاحبُك كما تحبّ؛ ولا نعلمك أردتَ إلا خيرًا، ولم تزل صالحًا مُصْلحًا، وإنك لا تأسى على شيء من الدنيا.

قال أبو بكر رضي الله عنه: أجَلْ، إني لا آسَى على شيء من الدنيا إلّا على ثلاث فعلتُهنّ؛ وددت أني تركتهنّ، وثلاث تركتهنّ؛ وددتُ أني فعلتهنّ؛ وثلاث


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>