وطعن علوان هذا واضح في هذه الرواية إذ يقول على لسان أبي بكر عن الصحابة: (فكلكم ورم أنفه من ذلك) وحاشا لأبي بكر أن يقول ذلك بل هو تلفيق من علوان وهو منكر الحديث. وإن كان بعض صحابة رسول الله استفسروا من أبي بكر عن سبب اختياره لعمر فذلك والله أعلم لشدة عمر بن الخطاب الذي لم تأخذه في الله يومًا من الأيام لومة لائم وشدته كانت في الحق. ولم ينكر سيدنا عمر شدته هذه بل دعا أن يرزقه الله اللين، والذي يتتبع روايات التأريخ وسيرة الخلفاء يرى أن عمرًا كان شديدًا يوم أن كان صحابيًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس عليه إلا التنفيذ فكانت قوته ذخرًا بين يدي رسول الله يستخدم هذه القوة بما يراه صوابًا، وكان عمرًا شديدًا كذلك يوم أن كان وزيرًا وردفًا ومستشارًا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه فكان منفذًا كذلك لا مقررًا، ولكن هذه الشدة تغيرت تمامًا من أول يوم استلم عمر فيه الخلافة إذ علم أنه أمام الأمر الواقع مقرر ومنفذ فكان يختار أيسر الأمور لرعيته ما لم يكن فيه إثم (كما تعلم من =