للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنذرَنا به، فطلبناه، فأدركه الأوَّل وهو فارس الناس، يعدل ألفَ فارس فقتله، فأدركه الثاني وهو نظيره فقتله، ثم أدركتُه، ولا أظنّ أنني خلَّفت بعدي مَنْ يعدلني وأنا الثائر بالقتيلين، وهما ابنا عمّي، فرأيتُ الموت فاستأسرت. ثم أخبره عن أهل فارس؛ بأن الجند عشرون ومئة ألف، وأن الأتباع مثلهم خُدّام لهم. وأسلم الرّجل وسمَّاه سعد مسلمًا، وعاد إلى طليحة، وقال: لا والله، لا تُهزَمون ما دمتم على ما أرى من الوفاء، والصدق، والإصلاح، والمؤاساة. لا حاجَة لي في صُحبة فارس؛ فكان من أهل البلاء يومئذ (١). (٣: ٥١٢/ ٥١٣/ ٥١٤).

٢٦٦ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن قيس، عن موسى بن طريف، قال: قال سعد لقيس بن هُبيرة الأسديّ: اخرج يا عاقلُ! فإنَّه ليس وراءك من الدّنيا شيء تحنُو عليه حتى تأتيَني بعلم القوم. فخرج وسرّح عمرو بن معد يكرب وطليحة؛ فلمَّا حاذَى القنطرة لم يسِرْ إلّا يسيرًا حتى لحق، فانتهى إلى خيلٍ عظيمة منهم بحيالها تردّ عن عسكرهم، فإذا رستُم قد ارتحلَ من النَّجَف، فنزل منزل ذي الحاجب، فارتحل الجالنوس، فنزل ذو الحاجب منزلَه، والجالنوس يريد طَيْزناباذ؛ فنزل بها، وقدّم تلك الخيل. وإنَّ ما حمل سعدًا على إرسال عمرو وطليحة معه لمقالةٌ بلغتْه عن عمرو، وكلمة قالها لقيس بن هُبيرة قبل هذه المرَّة، فقال: قاتلوا عدوَّكم يا معشر المسلمين! فأنشب القتال، وطاردهم ساعة. ثم إنّ قيسًا حَمَل عليهم، فكانت هزيمتهم، فأصاب منهم اثني عشر رجلًا، وثلاثة أسراء، وأصاب أسلابًا، فأتوا بالغنيمة سعدًا وأخبروه الخبر؛ فقال: هذه بشرى إن شاء الله؛ إذا لقيتم جمعهم الأعظم وحدَّهم؛ فلهم أمثالُها، ودعا عمرًا وطُليحة، فقال: كيف رأيتما قيسًا؟ فقال طليحة: رأيناه أكمانًا، وقال عمرو: الأمير أعلم بالرّجال منَّا. قال سعد: إنَّ الله تعالى أحيانا بالإسلام وأجيا به قلوبًا كانت ميِّتة، وأمات به قلوبًا كانت حيَّة، وإني أحذّركما أن تؤثِرَا أمر الجاهليَّة على الإسلام؛ فتموت قلوبكما وأنتما حيَّان؛ الزَما السمع والطاعة والاعتراف بالحقوق؛ فما رأى النَّاس كأقوام أعزَّهم الله بالإسلام (٢) (٣: ٥١٤/ ٥١٥).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>