للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩٩ - كتب إليَّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، وزياد، قالوا: لمَّا تكتَّبت الكتائب بعد الطِّراد؛ حمل أصحاب الفِيَلة عليهم، ففرّقت بين الكتائب، فابذعرّت الخيل؛ فكادت بَجيلة أن تُؤكل؛ فَرّت عنها خيلُها نِفارًا، وعمَّن كان معهم في مواقفهم، وبقيت الرجَّالة من أهل المواقف، فأرسل سعد إلى بني أسَد: ذبّبوا عن بَجيلة ومن لافَّها من الناس، فخرج طُلَيحة بن خُوَيلِد؛ وحَمَّال بن مالك، وغالب بن عبد الله، والرّبِّيل بن عمرو في كتائبهم، فباشروا الفيَلة حتى عدلها ركبانها؛ وإنَّ على كلّ فيل عشرين رجلًا (١). (٣: ٥٣٨).

٣٠٠ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن قيس، عن موسى بن طريف: أن طُلَيحة قام في قومه حين استصرخهم سعد، فقال: يا عشيرتاه! إنَّ المنوَّه باسمه، الموثوق به، وإنَّ هذا لو علم أن أحدًا أحقّ بإغاثة هؤلاء منكم استغاثهم؛ ابتدئوهم الشَّدّة، وأقدِموا عليهم إقدام اللُّيوث الحَرِبة؛ فإنَّما سمِّيتم أسَدًا؛ لتفعلوا فعله، شدّوا، ولا تصدُّوا، وكرُّوا، ولا تفرُّوا، لله درُّ ربيعة! أي فَريّ يَفْرون! وأيَّ قِرْن يُغنون! هل يوصل إلى مواقفهم! فأغنوا عن مواقفكم أعانكم الله! شدّوا عليهم باسم الله! فقال المَعْرور بن سوَيْد، وشَقيق: فشدّوا والله عليهم! فما زالوا يطعنونهم، ويضربونهم؛ حتى حبسْنا الفيَلة عنهم، فأخِّرتْ، وخرج إلى طُليْحة عظيم منهم فبارزه؛ فما لبَّثه طليحة أن قتله (٢). (٣: ٥٣٨/ ٥٣٩).

٣٠١ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، وزياد، قالوا: وقام الأشعث بن قيس، فقال: يا معشرَ كِنْدة! لله درُّ بني أسد! أيّ فريّ يفْرُون! وأيَّ هَذّ يَهُذُّون عن موقفهم منذ اليوم! أغنى كلّ قوم ما يليهم؛ وأنتم تنتظرون مَن يكفيكم البأس! أشهَدُ ما أحسنتم أسوَة قومكم العرب منذ اليوم! وإنهم ليُقتَلون ويقاتلون، وأنتم جثاةٌ على الرُّكب تنظرون! فوثب إليه عدد منهم عشرة؛ فقالوا: عثَّر الله جَدَّك! إنَّك لتؤيِّسنُا جاهدًا، ونحن أحسنُ الناس موقفًا!


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>