للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصحابه، فنهنه الناسُ عنه، وأقبل قيس على عمرو يلومه، فتلاحيَا، فقال أصحابه: إنَّه قد أمِّر عليك؛ فسكت، وقال: يتَأمَّر عليَّ رجل قد قاتلتُه في الجاهليَّة عُمْرَ رجل! فرجع إلى العسكر، وأقبل طليحة حتى إذا كان بحيال السِّكْر، كبّر ثلاث تكبيرات؛ ثم ذهب، فطلبه القوم فلم يدروا أين سلك! وسفل حتى خاض، ثمّ أقبل إلى العسكر، فأتى سعدًا فأخبره؛ فاشتدَّ ذلك على المشركين وفرِح المسلمون وما يدرون ما هو! (١) (٣: ٥٥٧/ ٥٥٨).

٣١٩ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن قُدامة الكاهليّ، عمَّن حدّثه: أن عشرة إخوة من بني كَاهل بن أسَد، يقال لهم بنو حَرْب؛ جعل أحدهم يرتجز ليلتئذ، ويقول:

أنا ابن حَرْبٍ ومعي مخراقي ... أضرِبهُمْ بصارِمٍ رَقْراقِ

إذْ كَرِه الموت أبو إِسحاقِ ... وجاشتِ النَّفسُ على التَّراقي

صبْرًا عِفاقُ إنّه الفراقُ

وكان عفَاق أحد العشرة، فأصيب فَخذ صاحب هذا الشعر يومئذ، فأنشأ يقول:

صبْرًا عِفاقُ إنّها الأساوِرَهْ ... صَبْرًا ولا تَغْرُرْك رِجْلٌ نادِرَهْ

فمات من ضربته يومئذ (٢). (٣: ٥٥٨).

٣٢٠ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن النَّضْر، عن ابن الرُّفَيْل، عن أبيه، عن حُميد بن أبي شجَّار، قال: بعث سعد طليحة في حاجة فتركها، وعبر العتيق؛ فدار إلى عسكر القوم، حتى إذا وقف على رَدْم النهر كبَّر ثلاث تكبيرات، فراع أهلَ فارس، وتعجَّب المسلمون، فكفّ بعضُهم عن بعض للنَّظَر في ذلك، فأرسلت الأعاجم في ذلك، وسأل المسلمون عن ذلك، ثم إنهم عادوا وجدّدوا تعبية، وأخذوا في أمرٍ لم يكونوا عليه في الأيَّام الثلاثة، والمسلمون على تعبيتهم، وجعل طليحة يقول: لا تَعْدَموا امرأً ضعضعكم. وخرج مسعود بن مالك الأسديّ، وعاصم بن عمرو التميميّ، وابن ذي البُردين


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>