للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهلاليّ، وابن ذي السَّهْمَيْن، وقيس بن هُبيرة الأسديّ؛ وأشباههم، فطاردوا القومَ، وانبعثوا للقتال، فإذا القوم لُمَّة لا يشدّون، ولا يريدون غير الزَّحف؛ فقدّموا صفًا له أذنان، وأتبعوا آخر مثله، وآخر وآخر، حتَى تمّت صفوفُهم ثلاثة عشر صفًّا في القلْب والمجنَّبتيْن كذلك؛ فلما أقدم عليهم فرسان العسكر رامَوْهم فلم يعطفهم ذلك عن ركوبهم؛ ثم لحقت بالفرسان الكتائب، فأصيب ليلتئذ خالد بن يَعْمَر التميميّ، ثم العمْريّ؛ فحمل القعقاع على ناحيته الَّتي رمي بها مزدلفًا، فقاموا على ساق، فقال القعقاع:

سَقَى اللهُ يا خَوْصاءُ قَبْرَ ابن يَعْمَرٍ ... إِذا ارتحل السُّفّارُ لم يتَرحَّل

سقى الله أرضًا حَلّها قبرُ خالدٍ ... ذِهابَ غَوَادٍ مُدْجناتٍ تُجَلْجِلُ

فأقسمتُ لا يَنْفَكُّ سيفي يَحُسُّهم ... فإِن زَحَل الأقوامُ لم أتَزحّلِ

فزاحفهم والناس على راياتهم بغير إذن سعد؛ فقال سعد: اللهمّ اغفرْها له، وانصرْه قد أذنت له إذ لم يستأذنِيّ، والمسلمون على مواقفهم، إلّا مَن تكتّب أو طاردهم وهم ثلاثة صفوف، فصفّ فيه الرَّجَّالة أصحاب الرماح والسيوف، وصف فيه المُرامِية، وصفّ فيه الخيول، وهم أمام الرَّجّالة، وكذلك الميمنة، وكذلك الميسرة. وقال سعد: إنّ الأمر الذي صنع القعقاع، فإذا كبّرتُ ثلاثًا فازحفوا، فكبّر تكبيرة فتهيَّؤوا، ورأى النَّاس كلّهم مثل الذي رأى، والرحى تدور على القعقاع ومن معه (١). (٣: ٣٠٩).

٣٢١ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن عُبَيْدِ الله بن عبد الأعلى، عن عمرو بن مرّة، قال: وقام قيس بن هبيرة المرَاديّ فيمن يليه، ولم يشهد شيئًا من لياليها إلّا تلك الليلة؛ فقال: إنَّ عدوّكم قد أبى إلّا المزاحفة، والرّأي رأي أميركم، وليس بأن تحمل الخيل ليس معها الرّجَّالة، فإنّ القوم إذا زحفوا وطاردهم عدوُّهم على الخيل لا رجال معهم عقروا بهم؛ ولم يطيقوا أن يُقدِموا عليهم، فتَيسَّروا للحملة. فتيسَّروا وانتظروا التكبيرة وموافقة حمل الناس؛ وإنّ نُشّاب الأعاجم لتجوزُ صفّ المسلمين (٢). (٣: ٥٦٠).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>