للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هشام- حتى سابَقن الرجال، وقد كان انضمّ إلى المسلمين حين ساروا إلى الرّوم ناس من لَخْم، وجُذام؛ فلمَّا رأوا جِدّ القتال فرّوا ونجوا إلى ما كان قُرْبهم من القُرى، وخذلوا المسلمين (١). (٣: ٥٦٩/ ٥٧٠/ ٥٧١).

٣٤٥ - حدّثنا ابن حُمْيد، قال: حدّثنا سلَمة عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة بن الزُّبير، عن أبيه، قال: قال قائل من المسلمين حين رأى من لخم، وجذام ما رأى:

القومُ لَخمٌ وجُذامٌ في الهرَبْ ... ونحنُ والرومُ بمرْجٍ نَضطرِبْ

فإن يعودوا بَعْدَها لا نَصْطَحِبْ (٢)

٣٤٦ - حدّثنا ابنُ حميد، قال: حدّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن وهب بن كيسان، عن عبد الله بن الزُّبير، قال: كنت مع أبي الزبير عامَ اليرموك؛ فلمَّا تعبَّى المسلمون للقتال؛ لبس الزُّبير لأمتَه، ثم جلس على فرسه، ثم قال لموليَين له: احبسا عبدَ الله بن الزُّبير معكما في الرَّحْل؛ فإنه غلام صغير. قال: ثم توجَّه فدخل في الناس؛ فلمّا اقتتل النَّاس والرّوم؛ نظرت إلى ناس وقوف على تلّ لا يقاتلون مع الناس. قال: فأخذت فرسًا للزبير كان خلَّفه في الرّحل فركبته، ثم ذهبت إلى أولئك الناس فوقفت معهم؛ فقلت: انظر ما يصنع الناس؛ فإذا أبو سفيان بن حرب في مَشْيَخة من قريش من مُهاجِرة الفتح وقوفًا لا يقاتلون؛ فلمَّا رأوْني رأوْا غلامًا حَدَثًا، فلم يتَّقوني. قال: فجعلوا والله إذا مال المسلمون وركبَتْهم الحرب للروم يقولون: إيه إيه بَلأصْفَر! فإذا مالت الرّوم وركبهم المسلمون، قالوا: يا ويح بَلأصفَر! فجعلتُ أعجب من قولهم، فلمَّا هزم الله الرّوم ورجع الزُّبير، جعلت أحدّثه خبرهم. قال: فجعل يضحك ويقول: قاتلهم الله، أبوْا إلّا ضِغنًا! وماذا لهم إن يَظْهَرْ علينا الرّوم! لنحن خير لهم منهم.

ثم إنّ الله تبارك وتعالى أنزل نصره، فهزِمت الرّوم وجموع هرقل التي جمع، فأصيبِ من الرُّوم -أهل إرمينيَة، والمستعربة- سبعون ألفًا، وقتل الله الصّقلار، وباهان؛ وقد كان هرقل قدّمه مع الصّقَلار حين لحق به، فلمّا هزمت الروم بعث


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>