للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد الهزيمة بضع وثلاثون كتيبة، استقتلوا واستحيَوْا من الفرار، فأبادهم الله، فصمَد لهم بضعة وثلاثون من رؤساء المسلمين، ولم يُتبعوا فالَّة القوم، فصمد سلمان بن ربيعة لكتيبة وعبد الرحمن بن ربيعة ذو النور لأخرى؛ وصمد لكلّ كتيبة منها رأس من رؤساء المسلمين. وكان قتال أهل هذه الكتائب، من أهل فارس على وجهيْن؛ فمنهم من كَذَب فهرب، ومنهم مَنْ ثبت حتى قتل؛ فكان ممَّن هرب من أمراء تلك الكتائب الهرْمُزان وكان بإزاء عُطارِد، وأهود، وكان بإزاء حنْظَلة بن الربيع، وهو كاتب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وزاذُ بن بُهَيْش، وكان بإزاء عاصم بن عمرو، وقارن، وكان بإزاء القعْقاع بن عمرو؛ وكان ممَّن استقتل شهرْيار بن كنار، وكان بإزاء سلمان. وابن الهرْبِذ، وكان بإزاء عبد الرحمن، والفرُّخان الأهْوازي، وكان بإزاء بُسر بن أبي رُهْم الجهني، وخُسْرَوْشنُوم الهمَذانيّ، وكان بحيال ابن الهذيْل الكاهليّ.

ثم إن سعدًا أتْبَع بعد ذلك القعقاع، وشُرحبيل من صوّب في هزيمته، أو صعّد عن العسكر، وَأتبع زهرةَ بن الحَويّة الجالنوس.

ذكر حديث ابن سحاق:

قال أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق. قال: ومات المثنَّى بن حارثة، وتزوّج سعد بن أبي وقَّاص امرأته سلْمى ابنة خَصَفة وذلك في سنة أربع عشرة. وأقام تلك الحجَّة للنَّاس عمر بن الخطاب. ودخل أبو عبيدة بن الجراح تلك السنة دمشق، فشتا بها، فلمّا أصافت الرّوم سار هرَقْل في الرّوم حتى نزل أنْطاكِيَةَ ومعه من المستعرِبة لَخمٌ، وجذام، وبَلْقيْن، وبَلِيّ، وعامِلة، وتلك القبائل من قُضاعة، وغَسّان بشر كثير؛ ومعه من أهك أرْمينِية مثل ذلك، فلمَّا نزلها أقامَ بها، وبعث الصَّقَلار؛ خَصِيًّا له، فسار بمئة ألف مُقاتل، معه من أهل أرمينيَة اثنا عشر ألفًا، عليهم جَرَجة، ومعه من المستعربة من غسَّان وتلك القبائل من قضاعة اثنا عشر ألفًا عليهم جَبَلَة بن الأيهم الغسَّانيُّ، وسائرهم من الرّوم، وعلى جماعة الناس الصَّقَلار خصيّ هرقل؛ وسار إليهم المسلمون وهم أربعة وعشرون ألفًا عليهم أبو عبيدة بن الجراح، فالتقوْا باليَرْموك في رجب سنة خمس عشرة؛ فاقتتل الناس قتالًا شديدًا حتى دُخِل عسكر المسلمين، وقاتل نساء من نساء قريش بالسيوف حين دخِل العسكر -منهنّ أم حكيم بنت الحارث بن

<<  <  ج: ص:  >  >>