للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استبان لنا: أنه صادق، وأنه رسول من عند الله. فأمرنا أن نقاتل مَن خالفنا، وأخبرنَا: أن من قُتل منّا على دينه فله الجنَّة، ومَنْ عاش ملك وظهر على من خالفه؛ فنحن ندعوك إلى أن تؤمن بالله ورسوله، وتدخل في ديننا، فإن فعلت كانت لك بلادك، لا يدخل عليك فيها إلّا من أحببتَ، وعليك الزكاة والخُمس، وإن أبيتَ ذلك فالجزية؛ وإن أبيتَ ذلك قاتلناك حتى يحكم الله بيننا وبينك.

قال له رستم: ما كنت أظن أني أعيش حتى أسمع منكم هذا معشر العرب! لا أمسي غدًا حتى أفرُغ منكم، وأقتلكم كلّكم. ثمّ أمر بالعَتيق أن يُسكَر، فبات ليلته يسكر بالبرادع، والتراب، والقَصَب؛ حتى أصبح، وقد تركه طريقًا مَهْيَعًا، وتعبَّى له المسلمون، فجعل سعد على جماعة الناس خالد بن عُرْفُطة حليف بني أميَّة بن عبد شمس، وجعل على ميمنة الناس جرير بن عبد الله البَجَليّ، وجعل على ميسرتهم قيس بن المكشوح المُراديّ.

ثم زحف إليهم رستم، وزحف إليه المسلمون، وما عامَّة جُننِهِم (١). (٣: ٥٧١/ ٥٧٣/٥٧٢/ ٥٧٤/ ٥٧٥).

٣٤٧ - وحدّثنا ابنُ حميد، قال: حدّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسْوَد النّخَعيّ، عن أبيه، قال: شهدت القادسيَّة؛ فلقد رأيت غلامًا منَّا من النَّخَع يسوق ستين أو ثمانين رجلًا من أبناء الأحرار. فقلت: لقد أذلّ الله أبناءَ الأحرار! (٢) (٣: ٥٧٦).

٣٤٨ - حدّثنا ابنُ حُميد، قال: حدّثنا سلَمة عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي خالد، مولى بَجِيلة، عن قيس بن أبي حازم البَجَليّ -وكان ممَّن شهد القادسيَّة مع المسلمين- قال: كان معنا يوم القادسيَّة رجل من ثَقيف، فلحق بالفُرْس مرتدًّا، فأخبرهم: أنَّ بأس الناس في الجانب الذي به بَجِيلة. قال: وكُنَّا رُبع النَاس؛ فوجَّهوا إلينا ستة عشر فيلًا، وإلى سائر الناس فيلَيْن، وجعلوا يُلقون تحت أرجُل خيولنا حَسك الحديد، ويرشقوننا بالنُّشَّاب، فكأنَّه المطر


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>