للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل من يهود: يا أميرَ المؤمنين! لا ترجع إلى بلادك حتى يفتح الله عليك إيلياء؛ فبينا عمر بن الخطاب بها؛ إذ نظر إلى كُردوس من خيل مقبل، فلمّا دنَوْا منه سلّوا السيوف، فقال عمر: هؤلاء قوم يستأمنون، فأمّنوهم؛ فأقبلوا فإذا هم أهل إيلياء، فصالحوه على الجِزْية، وفتحوها له، فلمّا فتحت عليه دعي ذلك اليهوديّ، فقيل له: إن عنده لعلمًا. قال: فسأله عن الدجّال -وكان كثير المسألة عنه- فقال له اليهوديّ: وما مسألتك عنه يا أميرَ المؤمنين! فأنتم والله معشر العرب تقتلونه دون باب لُدٍّ ببضعَ عشرة ذراعًا (١). (٣: ٦٠٧).

٣٨٨ - وعن سالم، قال: لمّا دخل عمر الشام؛ تلقّاه رجل من يهود دمشق، فقال: السّلامُ عليك يا فاروق! أنت صاحب إيلياء لا والله لا ترجع حتى يفتح الله إيلياء؛ وكانوا قد أشجَوا عمرًا وأشجاهم؛ ولم يقدر عليها ولا على الرّملة، فبينا عمر معسكرًا بالجابية، فزع الناس إلى السلاح، فقال: ما شأنكم؟ فقالوا: ألا ترى الخيل والسيوف! فنظر، فإذا كُردوس يلمعون بالسيوف، فقال عمر: مستأمِنةٌ، ولا تُراعوا وأمِّنوهم؛ فأمّنوهم؛ وإذا هم أهل إيلياء، فأعطوْه واكتتبوا منه على إيلياء وحيّزِها، والرّملة وحيّزها؛ فصارت فلسطين نصفين: نصفٌ مع أهل إيلياء، ونصف مع أهل الرّملة؛ وهم عشر كُوَر، وفلسطين تعدِل الشام كلّه؛ وشهد ذلك اليهوديّ الصّلح، فسأله عمر عن الدجّال؛ فقال: هو من بني بنيامين؛ وأنتم يا معشَرَ العرب تقتلونه على بضع عشرة ذراعًا من باب لُدّ (٢). (٣: ٦٠٨).

٣٨٩ - وعن خالد، وعبادة، قالا: كان الذي صالح فلسطين العوامّ من أهل إيلياء والرّملة؛ وذلك أنّ أرطبون والتّذارِق لحقا بمصر مقدَمَ عمر الجابية، وأصيبا بعد في بعض الصوائف.

وقيل: كان سبب قدوم عمر إلى الشام: أنّ أبا عبيدة حضر بيت المقدس، فطلب أهله منه أن يصالحهم على صلح أهل مدن الشام، وأن يكون المتولّي للعقد عمر بن الخطاب؛ فكتب إليه بذلك، فسار عن المدينة (٣). (٣: ٦٠٨).


(١) إسناده ضعيف جدًا.
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) إسناده ضعيف جدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>