للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٩٠ - وعن عَدِيّ بن سهل، قال: لما استمدّ أهلُ الشام عمر على أهل فلسطين؛ استخلف عليًّا، وخرج ممدًّا لهم، فقال عليّ: أين تخرج بنفسك! إنك تريد عدوًّا كَلِبًا، فقال: إني أبادر بجهاد العدوّ موت العباس؛ إنّكم لو قد فقدتم العباس؛ لانتقض بكم الشرّ كما ينتقض أوّلُ الحبْل.

قال: وانضمّ عمرو وشرحبيل إلى عمر بالجابية حين جرى الصلح فيما بينهم، فشهد الكتاب (١). (٣: ٦٠٨).

٣٩١ - وعن خالد، وعبادة، قالا: صالح عمر أهل إيلياء بالجابِية، وكتب لهم فيها الصلح لكلّ كُورة كتابًا واحدًا، ما خلا أهل إيلياء:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

هذا ما أعطى عبدُ الله عمر أمير المؤمنين أهلَ إيلياء من الأمان؛ أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبَريئها وسائر ملّتها: أنه لا تسكن كنائسهم، ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها، ولا من حيّزِها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكنُ بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطُوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الرّوم واللصوت؛ فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم؛ ومَن أقام منهم فهو آمن؛ وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجِزْية، ومنْ أحبّ من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الرّوم ويخلّي بِيَعهم وصُلُبهم فإنّهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم، حتى يبلغوا مأمنهم، ومَن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قعدوا عليه مثل ما على أهل إيلياء من الجِزْية، ومن شاء سار مع الرّوم، ومن شاء رجع إلى أهله فمانه لا يؤخذ منهم شيء حتى يُحصد حصادهم؛ وعلى ما في هذا الكلتاب عهد الله وذمّة رسوله وذمّة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن


(١) إسناده ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>