للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس إيماء، حتى إذا كان بين الصّلاتين خَنَست كتيبة وجاءت أخرى فوقفت مكانها، فأقبل القعقاع بن عمرو على الناس، فقال: أهالتْكم هذه؟ قالوا: نعم؛ نحن مُكِلّون وهم مُريحون، والكالّ يخاف العَجْز إلا أن يُعْقِب؛ فقال: إنّا حاملون عليهم ومجادّوهم وغير كافّين ولا مقلعين حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فاحملوا عليهم حملة رجل واحد حتى تخالطوهم، ولا يكذبنّ أحد منكم. فحمل فانفرجوا، فما نُهْنِه أحد عن باب الخندق، وألبسهم الليل رواقه، فأخذوا يَمنة ويسرة؛ وجاء في الأمداد: طليحة، وقيس بن المكشوح، وعمرو بن معد يكرب، وحُجْر بن عديّ، فوافقوهم قد تحاجزوا مع الليل، ونادى منادي القعقاع بن عمرو: أين تحاجزون وأميركم في الخندق! فتفارّ المشركون، وحمل المسلمون، فأدخُل الخندق، فأتى فسطاطًا فيه مرافق وثياب؛ وإذا فُرش على إنسان فأنبُشه، فإذا امرأة كالغزال في حسن الشمس، فأخذتُها وثيابها، فأدَّيت الثياب، وطلبت في الجارية حتى صارت إليّ فاتخذتها أمّ ولد (١). (٤: ٢٦/ ٢٧).

٤٤٧ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن حماد بن فلان البرجميّ، عن أبيه: أنّ خارجة بن الصّلت أصاب يومئذ ناقة من ذهب أو فضة موشحة بالدرّ والياقوت مثل الجَفرة إذا وُضعت على الأرض، وإذا عليها رجلٌ من ذهب موشّح كذلك، فجاء بها وبه حتّى أدّاهما (٢). (٤: ٢٧/ ٢٨).

٤٤٨ - وقالوا: واشتركوا في ذلك، وكتبوا إلى عمر بفتح جَلُولاء، وبنزول القعقاع حُلوان واستأذنوه في اتباعهم، فأبى، وقال: لوددت أنّ بين السواد وبين الجبل سدًّا لا يخلُصون إلينا ولا نخلُص إليهم؛ حسبُنا من الرّيف السواد، إنّي آثرت سلامة المسلمين على الأنفال. قالوا: ولما بعث هاشم القعقاع في آثار القوم؛ أدرك مِهران بخانقين، فقتله، وأدرك الفيرزان، فنزل، وتوقّل في الظِّراب، وخلّى فرسه، وأصاب القعقاع سبايا، فبِعث بهم إلى هاشم من سباياهم، واقتسموهم فيما اقتسموا من الفيء، فاتُّخذن، فولدن في المسلمين.


(١) إسناده ضعيف، وفي متنه خلاف ما جاء في الروايات الصحيحة التي ذكرنا من أن هاشم بن عتبة هو الذي كان على رأس جيش المسلمين الذي أنفذه سعد إلى جلولاء.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>