للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر قال: والله ما هيئتكم بالهيئة التي أبدأتم بها! ولقد قدمت وفود القادسيّة والمدائن وإنهم لكما أبدؤوا، ولقد انتكيتم فما غيَّركم؟ قالوا: وُخومة البلاد. فنظر في حوائجهم، وعجل سَراحهم؛ وكان في وفود عبد الله بن المعتمّ عُتبة بن الوعْل، وذو القُرْط، وابن ذي السُّنيْنَة، وابن الحجيْر، وبشْر، فعاقدوا عمر على بني تغلِب، فعقد لهم؛ على أنّ مَن أسلم منهم فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ومَن أبى فعليه الجِزاء؛ وإنما الإجبار من العرب على مَن كان في جزيرة العرب. فقالوا: إذًا يهربون، وينقطعون، فيصيرون عجمًا؛ فأمرٌ أجمَلُ الصّدقة؛ فقال: ليس إلّا الجِزاء، فقالوا: تجعل جزيتهم مثل صدقة المسلم، فهو مجهودهم، ففعل على ألّا ينصِّروا وليدًا ممن أسلم آباؤهم، فقالوا: لك ذلك، فهاجر هؤلاء التغلبِيّون ومَن أطاعهم من النمِريّين، والأياديّين إلى سعد بالمدائن وخطُّوا معه بعد بالكوفة، وأقام مَن أقام في بلاده على ما أخذوا لهم على عمر مسلمهُم وذميُّهم (١). (٤: ٤٠).

٤٧٠ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن ابن شُبرمة، عن الشعبيّ، قال: كتب حذيفة إلى عمر: إنّ العرب قد أتْرِفتْ بطونها، وخفّت أعضادُها، وتغيَّرت ألوانها؛ وحذيفة يومئذ مع سعد (٢). (٤: ٤٠).

٤٧١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، والمهلب، وعمرو، وسعيد، قالوا: ولما قدم سلمان، وَحذيفة على سعد، وأخبراه عن الكوفة، وقدم كتاب عمر بالذي ذكرا له؛ كتب سعد إلى القعقاع بن عمرو: أن خلِّف على الناس بجلولاء قُباذ فيمن تبعكم إلى من كان معه من الحمراء. ففعل وجاء حتى قدم على سعد في جنده، وكتب سعد إلى عبد الله بن المعتمّ: أن خلّف على الموصل مسلمَ بن عبد الله الذي كان أسِر أيام القادسيّة فيمن استجاب لكم من الأساورة، ومَن كان معكم منهم. ففعل، وجاء حتى قدم على سعد في جنده، فارتحل سعد بالناس من المدائن حتى عسكر بالكوفة في المحرّم سنة سبع عشرة. وكان بين وقعة المدائن ونزول الكوفة سنة وشهران، وكان بين قيام عمر واختطاط الكوفة ثلاث سنين وثمانية أشهر؛ اختطّت سنة أربع


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>