للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخرج المغيرة يومًا من الأيام حتى دخل عليها، وقد وضعوا عليها الرّصد، فانطلق القوم الذين شهدوا جميعًا، فكشفوا الستر، وقد واقعها. فوفد أبو بَكْرة إلى عمر، فسمع صوته وبينه وبينه حجاب، فقال: أبو بكْرة؟ قال: نعم، قال: لقد جئت لشرّ، قال: إنما جاء بي المغيرة، ثم قصّ عليه القصة، فبعث عمر أبا موسى الأشعريّ عاملًا، وأمره أن يبعث إليه المغيرة، فأهدى المغيرة لأبي موسى عقيلة، وقال: إني رضيتها لك، فبعث أبو موسى بالمغيرة إلى عمر (١). (٤: ٦٩/ ٧٠).

٥١٠ - قال الواقديّ: وحدّثني عبدُ الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه، عن مالك بن أوس بن الحَدَثان، قال: حضرتُ عمر حين قُدِم بالمغيرة، وقد تزوّج امرأة من بني مرّة، فقال له: إنك لفارغ القلب، طويل الشَّبَق، فسمعتُ عمر يسأل عن المرأة، فقال: يقال لها: الرقطاء، وزوجها من ثقيف، وهو من بني هلال (٢). (٤: ٧٠).

٥١١ - قال أبو جعفر: وكان سبب ما كان بين أبي بكْرة والشهادة عليه فيما كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، والمهلّب، وطلحة، وعمرو بإسنادهم، قالوا: كان الذي حدث بين أبي بَكْرة والمغيرة بن شعبة: أنّ المغيرة كان يناغيه، وكان أبو بَكْرة ينافره عند كلّ ما يكون منه، وكانا بالبصرة، وكانا متجاوريْن بينهما طريق، وكانا في مَشْربتيْن متقابلتين لهما في داريْهما في كلّ واحدة منهما كُوّة مقابلة الأخرى، فاجتمع إلى أبي بَكْرة نفرٌ يتحدّثون في مشربته، فهبّت ريح، ففتحت باب الكوّة، فقام أبو بكرة ليَصْفِقه، فبصُر بالمغيرة، وقد فتحت الريح باب كوّة مشربته، وهو بين رِجْلَي امرأة، فقال للنّفر: قوموا فانظروا، فقاموا فنظروا، ثم قال: اشهدوا، قالوا: مَن هذه؟ قال:


(١) إسناده ضعيف جدًّا، وفي متنه نكارة شديدة أما قصة اتهام المغيرة بن شعبة وقذفه ثم إثبات براءته في مجلس أمير المؤمنين عمر فصحيح وقد ذكرناه وعلقنا عليه بالتفصيل في قسم الصحيح (٤/ ٦٩) فليراجع، وأما عن سبب ذكرنا لرواية الطبري هذه في قسم الضعيف فلأنها ضعيفة الإسناد جدًّا ولأن فيها زيادات عن أصل القصة لم نجدها عند غيره وهي زيادات منكرة تخالف الأصل الصحيح تمامًا والله تعالى أعلم.
(٢) في إسناده الواقدي وهو متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>