للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاروا إلى الحَجَر، فنفَّلهموه، وأقطعهموه، وكان مما كان لآل كسرى، فصار فيئًا فيما بين دِجلة والحَجَر، فاقتسموه، وكان سائر ما كان لآل كسرى في أرض البصرة على حال ما كان في أرض الكوفة يُنزِلونه مَن أحبُّوا، ويقتسمونه بينهم، لا يستأثرون به على بدء، ولا ثِنى بعدما يرفعون خمسه إلى الواقي. فكانت قطائع أهل البصرة نصفين: نصفها مقسوم، ونصفها متروك للعسكر وللاجتماع؛ وكان أصحاب الألفين ممّن شهد القادسيّة. ثم أتى البصرة مع عُتْبة خمسة آلاف، وكانوا بالكوفة ثلاثين ألفًا، فألحق عمر أعدادهم من أهل البصرة من أهل البلاء في الألفين حتى ساواهم بهم، ألحق جميع مَنْ شهد الأهواز، ثم قال: هذا الغلام سيّد أهل البصرة، وكتب إلى عُتْبة فيه بأن يسمع منه، ويشرب برأيه، وردّ سُلمة، وحَرْملة، وغالبًا، وكليبًا إلى مَناذر، ونهر تِيرَى، فكانوا عُدّة فيه لكونٍ إن كان، وليميّزوا خراجها (١). (٤: ٧٢/ ٧٣/ ٧٤/ ٧٥).

٥١٣ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عبد الله بن المغيرة العبْديّ، عن رجل من عبد القيس يدعى صُحارًا، قال: قدمتُ على هَرِم بن حيّان -فيما بين الدّلوث ودُجيل- بِجلال من تَمْر، وكان لا يصبر عنه، وكان جلّ زادِه إذا تزوّد التَّمر، فإذا فَنيَ انتخب له مزاودَ من جِلال وهم ينفرون فيحملها فيأكلها ويطعمها حيثُما كان من سهل أو جبَل (٢). (٤: ٧٤).

٥١٤ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، والمهلب، وعمرو، قالوا: بينا الناس من أهل البصرة وذمّتهم على ذلك وقع بين الهُرْمزان وبين غالب وكُليب في حدود الأرَضين اختلاف وادّعاء، فحضر ذلك سُلْمى وحَرْملة لينظرا فيما بينهم، فوجدا غالبًا وكُلَيْبًا محقَّيْنِ والهرمزان مبطلًا، فحالا بينه وبينهما، فكفر الهرمزان أيضًا ومنع ما قبله، واستعان بالأكراد، فكثُف جنده. وكتب سُلْمى، وحرملة، وغالب، وكليب ببغْي الهُرمزان، وظلْمه، وكفره إلى عُتبة بن غَزْوان، فكتب بذلك إلى عمر، فكَتب إليه عمر يأمره بأمره، وأمدّهم عمر بحُرقوص بن زهير السعديّ، وكانت له صحبة من


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>