للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانوا أفضل نوابت الأمصار؛ فكانوا أفضل المصريْن نابتة- ثم انكفؤوا بما أصابوا، وقد عهد إليهم عُتبة، وكتب إليهم بالحثّ وقلة العُرْجة، فانضموا إليه بالبصرة، فخرج أهلها إلى منازلهم منها، وتفرّق الذين تُنقّذوا من أهل هَجر إلى قبائلهم، والذين تُنقّذوا من عبد القيس في موضع سوق البَحْرين. ولما أحرز عُتبة الأهواز، وأوطأ فارس؛ استأذن عمر في الحجّ، فأذِن له، فلمّا قضى حجّه استعفاه، فأبى أن يُعفيَه، وعزم عليه ليَرجعنّ إلى عمله؛ فدعا الله، ثم انصرف؛ فمات في بطن نخلة، فدفن؛ وبلغ عمر، فمرّ به زائرًا لقبره، وقال: أنا قتلتك، لولا أنه أجل معلوم، وكتاب مرقوم؛ وأثنى عليه بفضله، ولم يختطّ فيمن اختطّ من المهاجرين؛ وإنما ورث ولدُه منزلهم من فاختة بنة غزوان، وكانت تحت عثمان بن عفان، وكان خبّاب مولاه قد لزم سمته فلم يختطّ، ومات عتبة بن غزوان على رأس ثلاث سنين ونصف من مفارقة سعد بالمدائن، وقد استخلف على الناس أبا سَبْرة بن أبي رُهْم، وعمّاله على حالهم، ومسالحه على نهرِ تيرَى، ومَناذِر، وسوق الأهواز، وسُرّق، والِهُرْمِزان برامهُرمز مُصالَح عليها، وعلى السُّوس والبُنيان وجنديْ سابور ومِهْرَجان قذق؛ وذلك بعد تنقُّذ الذين كان حمل العلاء في البحر إلى فارس، ونزولهم البصرة.

وكان يقال لهم: أهل طاووس، نُسِبوا إلى الوقعة. وأقرّ عمر أبا سَبْرة بن أبي رُهْم على البصرة بقيّة السنة، ثم استعمل المغيرة بن شعبة في السنة الثانية بعد وفاة عتبة، فعمل عليها بقيَّة تلك السنة والسنة التي تليها، لم ينتقض عليه أحد في عمله، وكان مرزوقًا السلامة؛ ولم يُحدث شيئًا إلّا ما كان بينه وبين أبي بكْرة.

ثم استعمل عمر أبا موسى على البصرة، ثم صُرِف إلى الكوفة، ثمّ استعمل عمر بن سُراقة، ثمّ صُرِف عمر بن سراقة إلى الكوفة من البصرة، وصُرف أبو موسى إلى البصرة من الكوفة؛ فعمل عليها ثانية (١). (٤: ٧٩/ ٨٠/ ٨١/ ٨٢).


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>