عبد قيس، وكعب بن سُور، ومجزأة بن ثور، وحَسَكة الحبَطي، وبَشر كثير؛ فنهدوا لذلك المكان ليلًا، وقد ندب النعمان أصحابه حين جاءه الرّجل، فانتدب له سُويد بن المثعَبة، وورقاء بن الحارث، وبشر بن ربيعة الخثعميّ، ونافع بن زيد الحميريّ، وعبد الله بن بِشر الهلاليّ، فنهدوا في بشر كثير، فالتقَوا هم وأهلُ البصرة على ذلك المخرج، وقد انسرب سويد وعبد الله بن بِشر، فأتبعهم هؤلاء وهؤلاء؛ حتى إذا اجتمعوا فيها -والناس على رِجْل من خارج- كبّروا فيها، وكبّر المسلمون من خارج، وفُتحت الأبواب؛ فاجتلدوا فيها، فأناموا كلَّ مقاتل، وأرَز الهُرْمزان إلى القَلَعة، وأطاف به الذين دخلوا من مخرج الماء؛ فلما عاينوه وأقبلوا قِبَله قال لهم: ما شئتم! قد ترْون ضيقَ ما أنا فيه وأنتم، ومعي في جَعبتي مئةُ نُشّابة؛ ووالله ما تصِلون إليّ ما دام معي منها نُشّابة؛ وما يقع له سهم؛ وما خير إساري إذا أصبتُ منكم مئة بين قتيل أو جريح! قالوا: فتريد ماذا؟ قال: أن أضعَ يدي في أيديكم على حُكْم عُمَر يصنع بي ما شاء، قالوا: فلك ذلك، فرمى بقوسه، وأمكنهم من نفسه، فشدّوه وثاقًا، واقتسموا ما أفاء الله عليهم؛ فكان سهم الفارس فيها ثلاثة آلاف، والراجل ألفًا، ودعا صاحب الرميّة بها، فجاء هو والرّجل الذي خرج بنفسه، فقالا: مَن لنا بالأمان الذي طلبنا علينا وعلى مَن مالَ معنا؟ قالوا: ومَن مال معكم؟ قالا: مَن أغلق بابه عليه مدخلَكم. فأجازوا ذلك لهم، وقُتل من المسلمين ليلتئذ أناس كثير، وممن قتَل الهُرمزان بنفسه مجزَأة بن ثور، والبَرَاء بن مالك. قالوا: وخرج أبو سَبْرة في أثر الفَلّ من تُستَر -وقد قصدوا للسُّوس- إلى السوس، وخرج بالنعمان وأبي موسى ومعهم الهُرْمزان؛ حتى اشتملوا على السُّوس، وأحاط المسلمون بها، وكتبوا بذلك إلى عمر. فكتب عمر إلى عمر بن سُراقة بأن يسيرَ نحو المدينة، وكتب إلى أبي موسى فردّه على البَصْرة، وقد ردّ أبا موسى على البصرة ثلاث مرات بهذه، وردّ عمر عليها مرتين؛ وكتب إلى زِرّ بن عبد الله بن كليب الفُقَيميّ أن يسير إلى جُنْدَيْ سابور، فسار حتى نزل عليها، وانصرف أبو موسى إلى البصرة بعد ما أقام إلى رجوع كتاب عمر، وأمّر عمر على جند البصرة المقترِبَ؛ الأسود بن ربيعة أحدَ بني ربيعة بن مالك، وكان الأسود، وزِرّ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين- وكان الأسود قد وفَد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: جئت لأقترب إلى الله عزّ وجلّ بصحبتك، فسمّاه